الأربعاء، 29 يوليو 2009

" فن الغباء فى التعامل مع الاشياء"


بالطبع هو فن .. ارسيت له قواعد من قديم الزمن , لكن الناس هذه الايام يجدون تنافسا فيما بينهم فى كيفيه اظهار هذه الموهبه و الاختلاف عن الاخرين .

" سيبك من الاصلى و خد المضروب ... ليه تسكن قريب لما ممكن تسكن بعيد
ليه تعيش كريم لما ممكن تعيش ذليل .. ليه تعيش غنى لما فعلا ممكن تعيش فقير
كل ده معانا صوت و صوره لاول مره و حصريا .. من غير اشتراك و لا مقدم و لا حتى طلبات و إحاطات و لا طابور و كوثه و لا وثاطه و لا محثوبيه . "
سيدى لا تشعر بالاسى او الحزن فأنت لم تفعل سوى الغباء .. و فقط الغباء.
عندما تجد شخص لا يبحث إلا عن التفاهات , يسعى على اخبار الناس كما تسعى الحرباءه على فرائسها .. أتدرون كيف تسعى الحرباءه على فرائسها , تبقى متجمده كالثلج لا تصدر اى حراكا,
و لكن عندما تسنح لها فرصه اقتناص الفريسه تتقدم بلا تفكير و لا بطىء تماما نحو الفريسه.
هكذا هم اشخاص لديهم عقل يميزون به لكنه غالبا ما يكون مثل خطوط موبينيل فى الاماكن البعيده ( خارج نطاق الخدمه ).
اشخاص يقضون الساعات الطويله فى اللاشى او اللاحدث او اللاتفكير .
يستطيع ان يقضى بقيه عمره فى الجلوس امام الانترنت او التلفاز او مجرد الخروج , او كما يفعل الكثير مجرد المكوث فى المنزل , النوم 16 ساعه مثلا و التلفاز و الفيس بوك , يرى من فعل ماذا لمن و متى و كيف حدث هذا .
لا يجد الانسان فى نفسه كما يقول الرحمن فى كتابه العزيز " و لا اقسم بالنفس اللوامه ",
نفسه لا تلومه .. هل انا افعل صوابا ؟ هل انا سعيد ؟ هل انا اسعى للجنه مثلا ..؟؟
لا لا لا ..متبقاش خنيق يا عم .. انتوا ناس كلام و خلاص .. و تقعدوا تتكلموا فى الصح و الغلط . و مفيش حد بيعمل حاجه صح ..
انا لا ادعوك الا الصواب , و لكنى ادعوك الى التفكير فيما انت او انا او نحن فيه , هل هو صحيح أم انك " بتسيب الاصلى و تشترى المضروب ".
هو دا الغباء , هو من اوائل التطبيقات الفعليه السريعه لمبدأ الغباء فى التعامل مع الاشياء
ان تترك تناول الدواء المر الذى سيشفيك , على ان تنهمر فى العسل السام الذى سيفنيك .
و لا اخفى عليكم سرا ان هؤلاء الاشخاص هم الاكثر شعبيه .. و لكن للأوساط الغبيه مثلهم , و إن كثروا و كثروا .
تتكلم معه تجده منصتا باذنه لا بقلبه لا يجد منك بد الا ان " يريحك و ياخدك على قد عقلك " لا يريد ان يدخل معك فى نقاش لانه يعلم انه خاسر او انه يبرر لنفسه انه ربح و انت لا تعلم شى .
غباء , اخدت سكن الدنيا البعيد , الخالى من الراحه و انعم بها من راحه اردت وقتك لهوا و لعبا و كفا و ان اعلم انه ليضيق صدرك من وقتك الضائع , لكنك مكتوف الايدى لا تقدر الا على الهروب و الجبن و تجد فى نفسك القوه و الموهبه على خداع الاخرين او الابتسام فى وجهه من تقول من وراء ظهره ما لا يطيق , او تتعامل بالتكلف الواضح كيف تكون لامعا , مخفيا حقيقتك التى لا تتجاوز قصه البعوضه و الشجره .
" فعندما هبطت بعوضه صغيره على شجره عظيمه , و جاء وقت فقالت البعوضه للشجره : ايها الشجره العظيمه تمسكى بالارض جيدا فغنى راحله عنك , فقالت لها الشجره : و الله ماشعرت بك و انتى تهبطين عليا افأشعر بك و انتى مغادره ...".
غباء .. ان تترك حياه كريمه فى الطاعه و الطمئنينه و العيش المريح السعيد , لكى تغوص فى سيجاره او ان تصبح ذليلا للـ" كيف " , او ذليلا حتى لصاحب سوء يحركك اينما شاء و ان تفعل معه ما يريد بك " .
لو ان كل انسان قرر ببساطه انه يحسبها صح ... فكر كده دقيقه واحده ...
هو انا صح و راضى عن نفسى 50% ....
صدقنى طبعا عقلك الباطن هيطلع الاشارات المعتاده للمخ اللى محضر الاجابه الطبيعيه ..
لا طبعا يا اهبل انت عارف انه لأ .. بتضحك على نفسك ليه ...
فتأخدك العزه بالنفس .. لا طبعا ... و تبدأ فى الاسطوانه المشروخه .." دا فلان دا حشاش كبير و بيشرب خمره , و فلان ده يعرف عشرين بنت , و فلان ده الناس مش بتطيقه "
دائما ما ينظر الى الاسوأ .. و يعتقد انه افضل .. فكما يقول جون جراى فإن افعال البشر لابد ان تكون مبرره من تجاههم. و الا مش هيعملوا اللى بيعملوه .
فمثلا اذا سألت اللص : انت ليه يا فندم بتسرق ... سيباغتك بالاجابه
لا طبعا انا مش بسرق . ودا حقى , و الزمن , و انا اتربيت , و لو كنت لقيت شغل ... بلا بلا بلا
مع انه فى نفس الوقت عارف من جواه انه غلط لكن متغاضى عن ذلك .
و ا اسفاه , لو كان حسبها صح , لما كان هو كذلك و لكان الوضع متغيرا .
عشت فقيرا ..لا انت ملكت دنيتك حقا و لا عملت لأخرتك اصلا ..
حقيقه الغباء لا تكمن فى جوهر الغباء و لكنها تكمن فى ردود الافعال ,
اذكر قصه لرجل و كان صالحا وقع به الامر هو و امراه و بنت صغيره , فقالت له المرأه هنا خمر و بنت و انا و انت فإن لم تفعل ما امرك لأفضحن امرك , فافتل هذه الفتاه , فقال : لا , فقالت له إذن فلتزنى بى , فقال : لا , فقالت اذا : فلتشرب الخمر فإمتنع ايضا , و لكن بعد ان ضيقت عليه الخناق فكر مليا , ثم قال لن اقتل او ازنى , سأشرب الخمر , ببساطه لم يحسبها صح , اتدرون ماذا حدث ؟
شرب الخمر , فسكر , فغاب عن وعيه , فزنى بالمراه و قتل الطفله .

اذا اهانك شخص , من الغباء ان ترد عليه الاهانه , اذا فانت تصرفت مثله مجرد اعاده الحسابات و التفكير بعقلانيه و لكن لن تجد ذلك الشخص الا ساعه الضغط و الشده .
من الغباء ايضا ان تحكم على الناس من مجرد قصه او حتى موقف فالناس ساعه الرخاء يكونوا فى اجمل ما يكون و اجمل ما يمكن لشخص ان يكون , و لكن ساعه الشده , وقت الازمه , هذه الايام لن تجد سوى كلام
, و كثير من المبررات للهرب من مشكلتك , و مع ذلك تجدهم بعد ازماتهم ينسون من ساعدهم ليعودا لمن يجاريهم فى افعالهم .. و ليس غريبا , فقد قال دان بروان فى احدى رواياته , ان الاصدقاء لا يكونوا اصدقاءا الا اذا تلاقت افكارهم و اهتماماتهم .
ان تسى لمن لم يسيؤا اليك .. غباء
ان تعصى والديك لمجرد انهم يخافون عليك .. غباء
ان تعتبر الصداقه مجرد خروج و اكل و لهو و ضحك .. دون عباده و نصيحه و لوم على المعاصى ,غباء
او ان تتكلم و تشكو و انت الظالم و المتهم .. ذلك ايضا غباء
ادعو نفسك بعد تلك السطور , ان تفكر فى نفسك و فى حالك ...
لكنى ارجوك بعد قراءه هذه السطور الضعيفه .. ان تنسى كل هذا الكلام , و ان تمارس حياتك العاديه الضعيفه ايضا , و ان تعتبر هذه الكلمات ترف عقلى و ثرثره فوق المدونه الضعيفه .
و ان تقتنع انك لا تفعل سوى الصواب , وانك لا تسىء لأحد او انك لم تظلم احد و لم تغتاب احد و لم تبهت احد .. اى انك بيييس على الاخر .
فإن فعلت غير ذلك ستكون مرتكبا لتلك النظريه العبثيه
الغباء فى التعامل مع الاشياء ............................................. احسبها صح !!!
و لا تنسى اننا دائما ننسى الحقيقه و نعجب بالاشخاص المزيفين .. و قلها و انت تبتسم .

الأحد، 26 يوليو 2009

مين...أنا .؟

مجرد تساؤلات ...

هى تلك الجمل المستعصيه الفهم , البعيده الإدراك تلك الجمل التى تبدأ بــ ( هو ازاى ,و طب ليه , هو مين , و اشمعنى كده , ايه اللى خلاها متبقاش كده ). و شويه كلام كده يعنى ...

و انا ( و اعوذ بالله من كلمه انا ) . بطبيعتى لا تهدأ رأسى عن طرح التسؤلات , كثيرا ما يقول لى والدى: " كفاك اسئله كل شىء ستعرفه فى وقته ".

لم تمر بى مشكله او قضيه او لغز ما , إلا و اطرح على نفسى الكثير من التساؤلات , لكن السؤال ؟؟؟ هل سأستطيع الاجابه على كل اسئلتى , ام ان الحياه ستتكفل بهذا .

هل انا اختلف عن الاخرين ؟؟

نعم , نعم اختلف عن الاخرين تماما .. مش تمام اوى اوى يعنى .

و اعتقد ان كل شخص يشعر بها , لكنى منذ نعومه اظفارى استطيع ليس فقط ان اشعر بل اجزم انى اختلف عن الاخرين تماما.

تستطيع ان تقول " مفيش حاجه بتسلك معايا علطول "..

اذهب لكى استكمل اجراءات ما فى مكان ما لغرض ما .. تظهر لى تلك القطط ( الفطسانه ) فى اوراقى او المختص او الوضع الموجود

اذهب لاشترى شى .. يقسم لى البائع " لسه اخر حته متباعه من دقيقه "

اقف فى طابور ما لسلعه ما " غالبا تؤكل " , عندما يأتى دورى و تاتى اللحظه , اجد تلك السلع قد نفذت و على ان انتظر الدفعه القادمه .

سيرفع احد يده و يباغتنى " و ايه يعنى اى حد ممكن يحصل معاه كده "

اقوله نعم سيدى .. لكنى كما قلت مسبقا انى اختلف تمام .

عندما تكون اكثر من نصف المعملات تحدث بها مشكله ما لسبب غير معلوم و علينا البحث عن الصندوق الاسود لنعرف الاسباب .

ستجد انى فعلا شخص مختلف .. بس ليس للافضل

عندما اولد بمشاكل ما فى الصدر , عندما امتلك مهاره اللعب و لكنى لا احب جماعيه اللعب غالبا, ليس لانى لا اجيدها لكن لا اشعر ان الاخر يمتلك مهاره كافيه لمعوانتى على اللعب .

عندما يجد طبيب العيون ان العلامه الغريبه التى فى عينى تتكرر لكل مائه مليون شخص .

او ان فصيله دمى من النوع النادر , او عندما يقول لى اصحابى ان لدى طريقه مختلفه فى حكايه قصه ما او سرد احداث او حقائق .

عندما يكون تحصيل المعلومات ( ليس الدراسيه بالطبع ) , لكن المعلومه , اسعد كثيرا عندما تقع عينى على معلومه , فلا يهدأ لى بال حتى اعرف كل شى عنها .

او عندما ادخل تحدى ..تجد لدى فى كلامى تللك الثقه الجماحه بالنفس التى من المؤكد انها ترهب خصومى فى التحدى .. لكن كما يقولوا " وقعه الشاطر ", استطيع ان اؤكد وقعتى تكون ذات ابعاد مختلفه تمام بما انى " الشاب الوسيق من فوز ".

او ان اكون فى مكان و اجد بعض الاشخاص يتجادلون او يتناقشون فى موضوع ما , فعندما اظهر على الساحه تكون لدى الافكار المختلفه .. او لكى اكون مثار جدل , احدث تلك الضجه .

و اجد ساعتها ثلاثه ردود افعلا ليس سواهما شى ,

الاصحاب الجادين المثقفين هؤلاء الذين يملكون افكار ليدافعوا عنها ينتبهوا و من ثم يباغتونى بالشكوك و الاسئله , و ذلك ما اتحمس جدا و اشعر ان لازال هناك من يفكر فى امر ما مفيد .

و الاصحاب السذج نعم السذج من يقابل هذى التسؤلات المطروحه و التى من المؤكد انه لا يعرف عنها شىء , يقنع و يبرر لنفسه هروبه بقوله : " يا عم سيبك دى عالم خنيقه ", " يا عم دى عالم بضحك و ترسم على بعض ","يا عم دى ناس بق كلام و خلاص ".

بلا نيله ...

و هناك من هو على الحياد .. يجلس و لا يجد بد من الجلوس ليس من منطلق الاستفاده او ان ذلك الموضوع يثير لديه تساؤلا و لكن يجد فى نفسه من يقول " يا عم اقعد انت هتقوم تعمل ايه يعنى ".

ليس هذا ما يجعلنى اشعر انى اختلف ..

يجوز لى القول اننى كنت على وشك الموت الاكيد العديد و العديد من المرات .. مخلتش .. من كهربا , سقوط من اعلى , من سيارات , من خناقات , من غرق , الى تلك القفزه الرائعه التى قفزتها من القطار السائر الساعه الثانيه بعد منتصف الليل فى تلك الليله الشاتيه مخالفا جميع القوى الطبيعه و النظريات العلميه , و حتى قانون نيوتن الرابع . (دا قانون بجد على فكره ).

اجد نفسى مختلفا بعض الشى .. لكن هذا الاختلاف و تلك الانطوائيه الى حد ما لا تجعلنى جيدا فى المعاملات الانسانيه مع الناس على المستوى العام , او حتى على المستوى الشخصى ..

اكيد فى يوم هتغلب على الكلام ده ... لكن لابد ان اشعر و ان ادعو الناس ان تقول بصوت عالى ...

انا مختلف .. انا مختلف .. انا مختلف .. نيهاهاهاهاها و ساعتها العالم كله هيبقى ملكى ....

اما نشوف اخرتها