الاثنين، 17 أغسطس 2009

" فحسبك انى ..غاضب "

بلا اهداف .. و بلى ادنى تفكير فى واقع مرير او ماضى بغيض او مستقبل بالكاد تستطيع ان تستطلع ظلمته من ان ترى نوره .

احداث مرت بالكاد انسى جزء منها , منحنى الله ذاكره للذكريات استطيع ان اصفها بالدقيقه , و تلك الاحداث التى لم تكن يوما مشوشه او مطموسه المعالم , تلك الاحداث التى اتذكرها و كأنها عروس يغرد ليله الفرح , احداث تضحك فتفتح السماء صفاها لضحكاتها , و احداث تحتج على ظلمتها و دومعها و عويلها السماء.

هى ايام , فالإنسان انما هو ايام فإذا ذهب يوم ذهب بعضه , و ها هو اليوم

"اتناول اقراص الدواء اليوميه المعتاده و انا اقول فى نفسى ذلك صيف ان لم يكن الاسوأ فهو الاسوأ هذه اللحظات , مراره الدواء تتلاحم مع مراره الذكريات التى تذكرتها فجاه , و للأسف فجأه لا ادرى لماذا؟ .

عادت تلك المواقف منذ كنت صغيرا و للتلقائيه الطفوليه التى يعيشها اى منا اعرف اصحابا و اصدقاء و هم كثر , و لكنى لا اجدهم الا و هم يحسبونها بتلك الطريقه الانانيه " انا إما تابع او متبوع " قررت ان اقف و ان اتسأل هل انا اصلح ان اكون متبوع او ان اكون تابع , بالطبع ان لم يكن لدى طريقه تفكير او منهج لاسير بخطاه فأنا بالطبع دون ان ادرى او اقصد تابع , وما اكثرهم او ان تعجب بشخص او صديق ما فلا تجد بدا من مجاراته و السير على نهجه بل و تشجيعه اذا حاد عن هذا الطريق .

او انا اكون متبوع و ان يسير اصدقائى على دربى , فلا اقول انى رفضت ان اكون تابع و لكن لم اجد فى احد هذه الطريقه التى تتناسب معى او التى اقبلها , و نظرت اتأمل و اتسائل ما الى ينجذب اليه الناس فوجدت .. انى كى اكون هذا الرجل

لابد ان اكون ( شاب جااامد ) و ذلك يتمثل فى ان اتابع الالبومات الجديده او يكون احد احلام حياتى ان احضر لاحد التافهين او اتصور معهم , او الا يكون شغلى الشاغل سوى متابعه اخبار ( النجوم ) و انا اتابع جميع المباريات الكرويه و ان تكون لى النظرات الثاقبه فى ملابس الفنانين و الفنانات او اتفنن فى عمل ( النيولوك ) او تسريحات النجوم و تقليدهم .

او ان اكون ( وااد مخلص ) و يكفينى فخرا اننى مدخن او ان علبه السجائر لا تفارق جيبى او ان يكون تفكيرى منحصر فى (السهره ) عند من ستكون اليوك و غدا و غداا , و اكيد سأتطرق للكيف و الذى من المؤكد انه سكيسبنى الاحترام الفائق وسط اصحابى .

او ان اكون كما يقول التفهه ( وااد خنيق ) من الذين يجلسون بالساعات الطوال امام الكتاب و من لا يمارسون حياتهم الطبيعيه و من يمارسون الانغلاق بشتى انواعه لانهم فقط مهتمين بمذاكرتهم .

او فقط لا اكون شى او اكون لاشى فكلاهما يختلف فى المعنى و بالفعل هناك الكثير منا يعرف من هم الاشخاص الذين يقضون حياتهم و هم يفعلون لا شىء .

و من هنا قررت ان تكون هناك نقطه نظام , انا لا احتمل نفسى تافها كالحاله الاولى او منحرفا بعيدا عن الله كالحاله الثانيه فأخسر دينى ودنيتى و اكون خسرت اخرتى , و لا لان اكون منغلقا على تحصيل العلم و ان لم يكن بهذا السوء الا اننى وجدت فيه النقص , و لا استطيع ان اكون كهذا النوع الذى يقضى حياته كلها فى لا شى .

قررت ببساطه ان اكون نفسى الا اكون تابعا او متبوعا و لا انغلق على نفسى بل يمكن ان تقول انى اردت ان انغلق على عالم رسمته لنفسى و قضيت اوقاتى به , ارى كل الانواع فأخد من كل نوعه ما به من يلوك حميد و بتعد عما فيه من نقيص ذميم .

اكون ثقافتى بعيدا عن انحدار الافكار المستورده او الافكار التى تقود الى التعصب لشى ما اردت فقط ان اطير بطائرتى و ان اهبط بكل جزيره تحمل افكارا مختلفه أخذ من نعها الصافى و ان اكون بشرها كافى .

فعندما نادى المنادى من بصاحبه يريد طريقا و من من صفاته يتفق مع اخر , كما يقول "جون جراى " : الاصدقاء هم من يقابلون اهتمامتهم المشتركه .

و عندما تقابل كل بصاحبه الذى يتفق بأفكاره , وقفت بمفردى و شعرت بفخر انى وحدى , و لا اجدها عيبا ان تكون تنجو بنفسك فى هذا العالم من وسط من تراهم مجرد هباء منثور .

و منذ ذلك الحين تعودت ان ابقى بمفردتى و الا اعتمد على احد ان افعل لنفسى انا اتدبر لنفسى و لا انتظر من يشعر بحزنى حتى يواسينى و انا اهرب بفرحى او انا ابقيه فى نفسى و الا تتعالى اصواتى بالضحك .

و سرعان من جاء بخاطرى ذلك الصديق الانانى الذى لم يرى الا نفسه و فقط تركته و ذلك الصديق الذى لم يرى فيا الا شخص مرح و خفف الدم و عندما جاء طريق الفراق اختار ان يجد لنفسه من يتوافقون معه و ذلك الذى لم يقيس لنفسه الصداقه الا فى طلبا يلبيه لصديقه طعام يوفره لصديق او خروجه يسمو بنظر صديقه , لكن وقت الشده كالهواء شعرت به لكنك لم تستطع امساكه و هذا الصديق الخبيث التفكير الطيب الملامح و الطيب التعامل ما ان بدى عليك شى من النعيم او انتابك خيرا ما الا و يجد فى نفسه ضيق لذلك و يهنئك و هو لا يطيق ان يراك بهذه النعمه و ما ان تدير له ظهرك حتى تكون طعناته موجهه لك و لك فقط .

و لا هذا الذى وجد فى قلبه خشيه من الله لكن قلبه مريض فكان اول شخص فى حياتى تأول عليا و بهتنى و افترى عليا فأسوأ الاتهامات او ذلك الصديق الذى لا يريد الا شكلا فى اللبس و طريقه و الكلام و ان يظل يتحدث عن الفقراء و هو لا يجلس الا فى افخم المطاعم .

و لا اخفى سرا اننى لست ملاكا و لكنى ايضا لدى طريقه تفكير لابد ان يحترمها من يعرفنى و لكنى لست شخصا قابلا للتغير لاحسن ما اراه امامى , و لا اخفى ايضا انى اخطات فى حق الكثير و انى تعمدت فراق اناس يحبونى لانى كنت مستاءا مما يحدث لى .

و ظللت ابحث عن هذا الشخص حتى وجدت بالرغم كونه جوارى طوال فترات حياتى و لكن لم تبدو عليه مظاهر الانجذاب و لكنه حدث و ان وجدت هذا الشخص فكان الخلاف دائما بيننا و لكن كان خلافا ثقافيا و فكريا و حتى سياسيا و كنت استمتع كثيرا بالحديث معه و كنا نعين بعضنا على الخير و على الجد و المذاكره كنا اذا ضاقت علينا الدنيا اذا ما تبادلنا اطراف الحديث تلاشت كل المشاكل ة وبدت لنا كل الحلول و كانت هذه الفتره هى الافضل بكل ما فيها من مشاكل و صبر , و كنت ايضا كنت قد ارتضيت به صديقا و لا صديق سواه و لكن القدر لم يمهلنى حتى استريح من عنائى المستمر فكان له كلمته , و لا اخفى سرا انى ما توجعت على شى اكثر ما توجعت على فراقه و لكنى احسبه عند ربى راضيا مرضيا .

واعلم ان الموت خلود و انه يرانى الان دون وجود و اعلم انى عما قريبا سأراه و انى لنهايتى اليه اعود .

و الكثير من هذه الذكريات ان كانت مؤلمه الا انها مغضبه اكثر منها مؤلمه .

و لم افق الا على صوت امى تنبهنى ان اذب لكى اغتسل استعدادا لصلاه الظهر و كنت اشعر وقتها بالإعياء الشديد و كنت مصفر الوجه شاحبا , و عندما نظرت لنفسى فى المرأه و هممت ان ازيل عنها غبارها طالعنى شخص فى المراه يريد ان يبتسم و يقول لى ان الحياه بها الكثير و لا تحزن على شخص و لكن احزن على وقت قضيته معه و اراد ان يبتسم لى و لكن اسكته بيدى و قلت له : اعلم , ولكن.. حسبك انى غاضب .