الأربعاء، 3 يوليو 2013

حكم المرشد

يسقط حكم المرشد الذي أذل و قهر المصريين لمدة عام كامل و نزل بمعدلات الفقر و الجهل الى أكثر من 55% و أستولى على سلطة غاشمة و نظام قمعى عذب المواطنين و قمع حريتهم لمدة عام كامل , و فى عهده توالت الازمات على الوطن من انقطاع للكهرباء و عدم توافر البنزين و السولار و كافة المستلزمات الحياتيه مم دفع بناء هذا الوطن للموت غرقا على سواحلها هربا الى المجهول .

يقال ان أفة هذا الوطن (النسيان), يعلم الله اننى لم أعتقد فى يوم ان مرسى هو الاصلح لإدارة هذه البلاد فهو لم يعتد التأثير على جماهيره بالخطب الرنانة كعبد الناصر مثلا او لدية قوة شخصية او (كاريزما) تؤهله لأن يكون القائد و الزعيم لشعب يعشق خلق الفرعون و الالهة , لكننى إلتزمت بالاختيار الشعبى له لا سيما وانه رئيس ذو خلفية و أرضية مشتركة اجدها مناسبة جميعا لأبناء التيار الإسلامى الذي انتمي إليه و أتحمس دائما له.

كان الصراع منذ أول يوم و طوال عام كامل هو صراع أيدلوجى و فكرى بإمتياز و لم يكن صراعا سياسيا او اقتصاديا كما يعتقد العامة , فليس سببه ان الكهرباء تنقطع عنا و التى (لن تنقطع بعد اليوم) , ولا لأن البنزين (شاحح) فهو لن يعد بعد اليوم و سيتمكن الجميع من وضعه على أطباق الفول على الإفطار يوميا , إنما كان الصراع لأنهم إخوان مسلمون فمنذ الخطاب الاول الذي تحدث فيه مرسي عن (أهلى و عشيرتى ) و انهال عليه الاعلاميون بالسخرية فلسنا نحن عشيرتك و لست رئيسا للمصريين لانك فزت بفارق بسيط عن المرشح الاخر , و كأن الان الديمقراطية منحة لانه فاز بفارق بسيط .

إستطاع الإعلام بشكل خارق ان يصنع من الاخوان و الاسلاميين تجار دين و كاذبون و سارقون و موالون لأمريكا و إسرائيل و إيران و ان يشيطن كل من يتحدث عن تجرية إسلاميه ننوي تطبيقها فى مصر , إستطاعوا ان يجعلوا حماس من فتحت السجون و ان الاخوان من يدرب عشرات الالاف من الشباب فى ميليشيات و انه يستعد للتخلص من المعارضين بقوائم إغتيالات , ناهيك عن بيع قناة السويس و الاهرامات و النيل و زواج القاصرات و مضاجعة الوداع و الرق و استعباد الناس , و تناسي الجميع ان من قالوا ان مبارك هو القائد و ان الثورة مجرد مؤامرة و بل و تناسي الجميع ان من فرحوا بالملايين فى الشارع هم الطبقه التى كفرت بالثورة لانها ذهبت بالامن و زادت من الاسعار و بل و نسوا اننا قد عشنا طوال حكم مبارك نقول (أهو سارقنا بس حاميينا و معيشنا فى امان).

ملخص ما حدث عندي له ثلاثة اسباب منطقية بالنسبة لي :

أولا : عدم إلتفاف التيار الاسلامى الذي عانى لسنوات من القمع و القهر و الاعتقال و الإذلال حول كلمة واحدة لإنجاح مشروع إسلامى سليم يعود بالنفع على الناس و يبرهن للجميع ان هناك مبادىء إسلامية بتطبيقها يزدهر الوطن و يأمن الجميع و تصان فيه الحرية ,بل على العكس لم يقوموا إلا لقضايا تخص الشريعة و الشريعة فقط (لا أنكر ذلك فأنا أطالب بها) لكنهم تناسوا متطلبات ثورية و متطلبات شعبية تطالب الناس بها كان يجب عليهم ان يلتحموا بالشعب فيها , و نجحوا فى فض قوي وطنية و ثورية من حولهم منذ اجتماع فيرمونت قبل فوز مرسى فى المرحلة الثانية و إظهارهم للجميع اننا قادرون على إدارة البلاد وحدنا بداية من تعيين هشام قنديل بعد وعدهم بتعيين شخصية ذات قبول عام , مرورا وزراء و محافظين لا يعبروا عن الثورة و لا يضموا اطياف مجتمعية لإظهار على الاقل انهم يسعون الى اتفاق وطني و لا اجهل ان الصراع كان على أشده لكن قوة و عقيدة الاسلاميين كان كفيلة بتحملهم المسؤلية و قيادة زمام المبادرة .

ثانيا : عدم المصارحةالشعبية و غياب الخطط الواضحة و الرؤية الممنهجة فى التعامل مع الازمات فى خطابات مرسى فمنذ اليوم الاول كان لابد ان يخرج على الناس و يقول ان تركة مبارك ثقيلة و يتغنى بالفساد الواقع فى مؤسسات الدولة العميقة ليفضحهم امام الشعب و ان يقوم الشعب بدعمه و الوقوف خلفة لان كل ذلك من اهداف الثورة اصلا , كما انه لم يقم بالتظهير علانية و التزم القانون و أوامر المحكمة الدستورية التى تدين بالولاء لمبارك و لا تعترف بالثورة , كان من الواجب عليه ان يقوم بهيكلة سريعة للشرطة لانهم بجانب ولائهم لمبارك فإنهم يكرهون الاخوان المسلمين اكثر من الصهاينة بالعكس انحاز لهم و اعتقد انه يكسبهم بل الاسوأ انه استجاب لرأي وزير الداخلية فيما يتعلق بتعيين الضباط الملتحين بدعوي ان منهم مسجلين بأمن الدولة وو تناسي انه كان فى يوم من الايام مسجل ايضا , توجب عليه فى كثير من الخطابات ان يتكلم مع الناس و ان يصارحهم "أتذكر انه بعد هحوم أمانيا على الاتحاد السوفيتي فى الحريب العالمية الثانية و فى وقت عاني السوفييت من حكم ستاليين المروع قام الى الناس و خاطبهم ب إخوتى و أخواتى و صارحهم بكل شىء عن الحرب و عن هجوم ألمانيا عليهم " , لكن مرسى أدار هذه الفترة بكل رعونة و تهاون و لم يقم بخوض أى معركة كان من الممكن ان يضم الشعب فى كل منها إلي صفه .

ثالثا : مراوغة المعارضة و لجؤها الي صناعة الازمات و تضخيمها إعلاميا و كفرها بالديموقراطية و إتخاذهم لرموز قامت عليهم الثورة اصلا أصدقاء مقربين و شركاء فى صناع قرارات المعارضة المصرية , تجمعوا على كراهية وجه فى التيار الاسلامي فمنهم من يكره قوي اليمين و منهم من يكره الاخوان كجماعة كانت محظورة و منهم من يكره من فى السلطة و يري انه اجدر بها و اخر يكرة من يتكلم بإسم الدين , و تعاملوا مع مصر و قضايا الفقراء بإنتهازية شديدة و كنت ولازلت اعتقد انهم بديل أسوأ عندي من مرسي و الاخوان .



لازلت مؤمن ان الله لن يضيعنا ما دمنا على الحق , على العدل , على الاسلام , و لازلت اتمني الخير لهذه البلاد اللهم و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا  و ارحمنا انت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين ..