الثلاثاء، 6 أبريل 2010

أصرخ , لأصرخ لا لينتبه الاخرون

النهارده قصتى عن الصراخ و العويل او بمعنى ادق السياسى منهما , لدينا الكثير من الصرخات و الاصوات المتعاليه التى لطالما انتبه اليها الكثير و استجاب اليها الايجابين و حلم بها المتكاسلين و الذين يؤمنون بنظريه ( اضعف الايمان ) .
منذ قديم الأزل و العالم مقسم الى اربعه هياكل اساسيه : الصين , الفرس , الروم , العرب.
اما الصين فكانت تشتهر باالعمل , ناس معندهمش وقت منذ اكثر من مأتين من القرون و هم يدركون ان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك و ان الانسان ما خلق و وجد على ارض المعموره الا ليعمل و ينجز .
و كانت بلاد الفرس تعرف بالقوه اى انهم قوم يعتمدون فى الغالب على القوه العضليه لديهم و يحاولون تحريك كل ما هوساكن .
اما بلاد الروم اى الفرنجه فكانوا يتسمون بالعقل و الفكر و المنطق هم من اظهر النظريات الفلسفيه الجدليه و المنطقبه و حاولوا بشتى الطرق العبث فى المياه الراكده للطرق الفكريه الوضعيه .
ام العرب فقد تركوا القوه و العمل و العقل و اشتغلوا بأسهلهم و اقلهم جهدا , اللسان و الكلام كانوا افصح ما يكون كانوا قد بنوا حضارتهم الخاصه باللسان حتى ان الرجل كان يؤلف قصيده فيما بين بيته و بيت جاره فيلقيها الى جاره و كانت تقام ايام خاصه للهجاء و المبارزه ليست بالسيوف و انما بالافواه , افواه و كلام ليس الا .
من حصه مقرر التاريخ الى فاتت , نستنتج كلام انا مش جايبه من عندياتى , اننا شعب كلام يحب الصراخ ليس الا .
كان هذا الشعب المغلوب على امره يعيش عيشه الخراف فى حظيره ليس بها الا اسود و كل يوم يؤكل اقل الخراف نفوذا بكل ما تحمله الكلمه من معانى .
حتى جاء رجل من بعيد يقول انه قادم الى هذه الحظيره ليخلص الخراف مما هم فيه , و ما لبث ان تفوه بهذه الكلمات حتى اهتزت قلوب هذه الخراف و توالت الصيحات العاليه المؤيده و من الناحيه بعض الاصوات المثبطه و التى لا تحلم بالتغيير .
لا اخفى عليكم سرا اننا لو احصينا عدد المعارضين فى البلد سنجد ان البلد كلها معارضه مش بعيد الحزب الوطنى يكون معارضه , كل الاشخاص و الهيئات و الموسسات تعترض , ان كان فقيرا يعترض على الاوضاع الاقتصاديه و ان كان غنى يعترض على الاوضاع التنفيذيه فى مصر و هكذا.
لكن الملاحظ ان الكثير الان بدأ يفيق على اصوات التغيير . تغيير تغيير تغيير .
لو سألت الناس العاديه فى الشارع بدايه من بائعه الفجل و البواب و سائق الميكروباص , تحب تغير حضرتك , يقولك يا سلام اغير طبعا هو فى احسن من التغيير .
لكن الغريب ان هذا الشعب طوال ثلاثين عام لم ينجب من تجد حوله تلك الانوار التى يمكن ان تهتدى بها هذه الامه اللهم الا اتنين تلاته من الضالين , عقمت ارحام هذه الامه ان تلد بطلا , حتى اضطررنا تحت سياسه الصينى و المستورد ان نجد رئيسا من بره.
انا لا اعارض انا كمان مع الست بتاعت الفجل و الراجل اللى بيحمل رمسيس عتبه , لكنى اقول ان دعاة التغيير فى مصر هم من تسد افاههم باللحوم و تنعم اجسادهم بالحرير , كما يذكرنى رؤيه احد اصدقائى (الثورجيه) من يضع تلك اللافتات دائما ويقول البلد دى بايظه و دائما ما ينتقد السياسات المصريه و ايضا اجد من هى اكثر منه سخون فتاه اخرى تطلق اكثر الالفاظ سخطا و حقدا على النظام الفاشى .
لكنهم يتعاملون مع هذه القضيه مثل الموضه مثل جهاز اليكترونى حديث او تسريحه بدأت تنتشر . و سرعان ما يعود هو لانفاق اموال باهظه فيما لا يستحق و ان يأكل اجود الطعام و ان يلبس اغلى الثياب . و هى ايضا لا تجد حرجا فى ان تعيش حياه مرفهه و تأكل فى اغلى المطاعم ( مش زينا من عند هوهو ), و تستمع الى فرق موسيقيه غريبه و عجيبه الشكل , حتى ان كل الصوتيات التى تشاركها مع الناس لمغنيين انا شخصيا لا اعرفهم , كل ما يثير الغضب ان هؤلاء الناس لا يشعروا بالغلابه و لا يحركوا ساكنا لمناصره هذا العشب المهضوم حقه .
ولا بفعلون و ان فعلوا يشهدوا كل من يعرفوهم , " بص اهوه انا بعارض و معلق صوره الاضراب و البرادعى على التىشيرت و البروفايل بتوعى و طول النهار يا عم بتكلم فى السياسه " . و بعد الظهر او صباح اليوم التالى يخلع هذه العباءه ليتكيف مع الوضع و ليعيش الحياه التى يريدها , اما لو أ خد احدهم عنوه الى قسم الشرطه فانا اراهن على انهم و قبل استقبال اول صفعات الترحيب سيكفرون بما كانوا يشهدون الناس انهم به مؤمنون.
اريد من الناس انت تعمل لغد و انت تغير ما بها , و انت تفعل الخير فى السر قبل العلن , افعل و قم كن ايجابيا و غير بصوره ملموسه حتى و لو نزلت و كنست الشارع , التغيير يبدأ من الداخل .
و كما قال الامام الحسن البصرى "حكامكم من اعمالكم".