الأربعاء، 3 يوليو 2013

حكم المرشد

يسقط حكم المرشد الذي أذل و قهر المصريين لمدة عام كامل و نزل بمعدلات الفقر و الجهل الى أكثر من 55% و أستولى على سلطة غاشمة و نظام قمعى عذب المواطنين و قمع حريتهم لمدة عام كامل , و فى عهده توالت الازمات على الوطن من انقطاع للكهرباء و عدم توافر البنزين و السولار و كافة المستلزمات الحياتيه مم دفع بناء هذا الوطن للموت غرقا على سواحلها هربا الى المجهول .

يقال ان أفة هذا الوطن (النسيان), يعلم الله اننى لم أعتقد فى يوم ان مرسى هو الاصلح لإدارة هذه البلاد فهو لم يعتد التأثير على جماهيره بالخطب الرنانة كعبد الناصر مثلا او لدية قوة شخصية او (كاريزما) تؤهله لأن يكون القائد و الزعيم لشعب يعشق خلق الفرعون و الالهة , لكننى إلتزمت بالاختيار الشعبى له لا سيما وانه رئيس ذو خلفية و أرضية مشتركة اجدها مناسبة جميعا لأبناء التيار الإسلامى الذي انتمي إليه و أتحمس دائما له.

كان الصراع منذ أول يوم و طوال عام كامل هو صراع أيدلوجى و فكرى بإمتياز و لم يكن صراعا سياسيا او اقتصاديا كما يعتقد العامة , فليس سببه ان الكهرباء تنقطع عنا و التى (لن تنقطع بعد اليوم) , ولا لأن البنزين (شاحح) فهو لن يعد بعد اليوم و سيتمكن الجميع من وضعه على أطباق الفول على الإفطار يوميا , إنما كان الصراع لأنهم إخوان مسلمون فمنذ الخطاب الاول الذي تحدث فيه مرسي عن (أهلى و عشيرتى ) و انهال عليه الاعلاميون بالسخرية فلسنا نحن عشيرتك و لست رئيسا للمصريين لانك فزت بفارق بسيط عن المرشح الاخر , و كأن الان الديمقراطية منحة لانه فاز بفارق بسيط .

إستطاع الإعلام بشكل خارق ان يصنع من الاخوان و الاسلاميين تجار دين و كاذبون و سارقون و موالون لأمريكا و إسرائيل و إيران و ان يشيطن كل من يتحدث عن تجرية إسلاميه ننوي تطبيقها فى مصر , إستطاعوا ان يجعلوا حماس من فتحت السجون و ان الاخوان من يدرب عشرات الالاف من الشباب فى ميليشيات و انه يستعد للتخلص من المعارضين بقوائم إغتيالات , ناهيك عن بيع قناة السويس و الاهرامات و النيل و زواج القاصرات و مضاجعة الوداع و الرق و استعباد الناس , و تناسي الجميع ان من قالوا ان مبارك هو القائد و ان الثورة مجرد مؤامرة و بل و تناسي الجميع ان من فرحوا بالملايين فى الشارع هم الطبقه التى كفرت بالثورة لانها ذهبت بالامن و زادت من الاسعار و بل و نسوا اننا قد عشنا طوال حكم مبارك نقول (أهو سارقنا بس حاميينا و معيشنا فى امان).

ملخص ما حدث عندي له ثلاثة اسباب منطقية بالنسبة لي :

أولا : عدم إلتفاف التيار الاسلامى الذي عانى لسنوات من القمع و القهر و الاعتقال و الإذلال حول كلمة واحدة لإنجاح مشروع إسلامى سليم يعود بالنفع على الناس و يبرهن للجميع ان هناك مبادىء إسلامية بتطبيقها يزدهر الوطن و يأمن الجميع و تصان فيه الحرية ,بل على العكس لم يقوموا إلا لقضايا تخص الشريعة و الشريعة فقط (لا أنكر ذلك فأنا أطالب بها) لكنهم تناسوا متطلبات ثورية و متطلبات شعبية تطالب الناس بها كان يجب عليهم ان يلتحموا بالشعب فيها , و نجحوا فى فض قوي وطنية و ثورية من حولهم منذ اجتماع فيرمونت قبل فوز مرسى فى المرحلة الثانية و إظهارهم للجميع اننا قادرون على إدارة البلاد وحدنا بداية من تعيين هشام قنديل بعد وعدهم بتعيين شخصية ذات قبول عام , مرورا وزراء و محافظين لا يعبروا عن الثورة و لا يضموا اطياف مجتمعية لإظهار على الاقل انهم يسعون الى اتفاق وطني و لا اجهل ان الصراع كان على أشده لكن قوة و عقيدة الاسلاميين كان كفيلة بتحملهم المسؤلية و قيادة زمام المبادرة .

ثانيا : عدم المصارحةالشعبية و غياب الخطط الواضحة و الرؤية الممنهجة فى التعامل مع الازمات فى خطابات مرسى فمنذ اليوم الاول كان لابد ان يخرج على الناس و يقول ان تركة مبارك ثقيلة و يتغنى بالفساد الواقع فى مؤسسات الدولة العميقة ليفضحهم امام الشعب و ان يقوم الشعب بدعمه و الوقوف خلفة لان كل ذلك من اهداف الثورة اصلا , كما انه لم يقم بالتظهير علانية و التزم القانون و أوامر المحكمة الدستورية التى تدين بالولاء لمبارك و لا تعترف بالثورة , كان من الواجب عليه ان يقوم بهيكلة سريعة للشرطة لانهم بجانب ولائهم لمبارك فإنهم يكرهون الاخوان المسلمين اكثر من الصهاينة بالعكس انحاز لهم و اعتقد انه يكسبهم بل الاسوأ انه استجاب لرأي وزير الداخلية فيما يتعلق بتعيين الضباط الملتحين بدعوي ان منهم مسجلين بأمن الدولة وو تناسي انه كان فى يوم من الايام مسجل ايضا , توجب عليه فى كثير من الخطابات ان يتكلم مع الناس و ان يصارحهم "أتذكر انه بعد هحوم أمانيا على الاتحاد السوفيتي فى الحريب العالمية الثانية و فى وقت عاني السوفييت من حكم ستاليين المروع قام الى الناس و خاطبهم ب إخوتى و أخواتى و صارحهم بكل شىء عن الحرب و عن هجوم ألمانيا عليهم " , لكن مرسى أدار هذه الفترة بكل رعونة و تهاون و لم يقم بخوض أى معركة كان من الممكن ان يضم الشعب فى كل منها إلي صفه .

ثالثا : مراوغة المعارضة و لجؤها الي صناعة الازمات و تضخيمها إعلاميا و كفرها بالديموقراطية و إتخاذهم لرموز قامت عليهم الثورة اصلا أصدقاء مقربين و شركاء فى صناع قرارات المعارضة المصرية , تجمعوا على كراهية وجه فى التيار الاسلامي فمنهم من يكره قوي اليمين و منهم من يكره الاخوان كجماعة كانت محظورة و منهم من يكره من فى السلطة و يري انه اجدر بها و اخر يكرة من يتكلم بإسم الدين , و تعاملوا مع مصر و قضايا الفقراء بإنتهازية شديدة و كنت ولازلت اعتقد انهم بديل أسوأ عندي من مرسي و الاخوان .



لازلت مؤمن ان الله لن يضيعنا ما دمنا على الحق , على العدل , على الاسلام , و لازلت اتمني الخير لهذه البلاد اللهم و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا  و ارحمنا انت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين ..

الاثنين، 16 مايو 2011

المبدأ الثابت

تسمع كثيرا بعد الثوره عن تغير الذوق العام و الوعى و الاتجاه السياسى العام و كل شى عام ما عدا اوتوبيس النقل العام الذى ظل متكدسا بالمواطنين الذين لم يشعروا ان ثمة شيئا قد حدث اى ان ما بعد يوم 25 يناير هو فقط 26 يناير و انه الكام واد اللى بيقعد على الفيس و حافظ كام شعار هو بس اللى حس بهذه النشوه التى تعدت بقليل نشوة فوز المنتخب بكأس الامم .. نبتدى البوست , بسم الله حلال الله اكبر .

لدي اعتقاد راسخ ان انعكاس التنميه الاقتصاديه على المجتمع المصرى هو من خلال نظام هرمى بحت يعنى الناس اللى فوق بياخدوا الغله كلها و الناس اللى تحت مش بيوصل ليهم غير النقط الطراطيش يعنى , لكن الوضع فى هذا البناء الهرمى تنطبق عليه اى حاجه بتحصل للمجتمع ده مش بس التنيمه الاقتصاديه لكن التنميه الفكريه و التغير الجذرى او التحسين فى السلوك العام انه دايما الطبقى الاكبر اللى اسفل الهرم ملهاش اى علاقه باللى بيحصل .... خالص .

بالعكس تماما انعكاس الركود فى الحياه الاقتصاديه ادى بالحياه فى اسفل الهرم الى درجه حراره اعلى و لكنا عارفين الحر فى الاماكن المغلقه بعيدا عن التسخات المحتمله لكنها تنذر بإنفجار وشيك , لكن الغريب فى ان الطبقه العليا من الهرم لديها قوانينها و قاعده الهرم لديها قوانين مختلفه تماما تشبه فى كثير من الاحيان قانون الغابه الذى لا بقاء فيه إلا للأقوى .. او المتريش اللى معاه فلوس .

نفس السلوكيات الممتعه لسائقى الميكروباص و البائعين فى المحلات و الاسواق و موظفى المصالح الحكوميه و حتى الاشخاص العاديه التى تسير بجوارك فى الشارع و تجلس امامك فى المترو و لاتزال تزاحمنى فى الطوابير و فى الطرقات و حتى فى النفس الذى اتنفسه , لا يزال الباعه نصابين .. نصابين اوى .. و لا يزال الموظفين يريدون ( الشاى يا بيه ) و لا يزال سائقى الميكروباص يعتقدون انهم مظلمون و ان ما يفعلوه من استغلال و مص دم للمواطنين هو حقهم المشروع و انهم بطريقتهم العره التى تنفر منهم الكلب الاجرب هم يدافعون عن حقهم المسلوب من الزمان و الحياه و المتاعب التى يتعرضون لها .

توقفت لحظه و فكرت اكيد بعد الثوره و ذهاب النظام و الثقافه القديمه بلا رجعه لابد ان تتغير كل سلوكيات المواطن المصرى هل مثلا حب الثوره او الوطن او القوميه او حتى الدفاع عن الصالح العام ... و كل المصطلحات اللى مش بتأكل عيش و غالبا صاحبها فى الزمن ده يابنى بيروح مكانين كلنا عارفينهم , يعنى هو الراجل اللى بينصب فى الميزان و بيستغفل الزبون و بيبيعله بسعر اغلى من مصر كلها و بيسرق فى الميزان هل بيفكر فى الصالح العام مثلا , او سائق الميكروباص اللى بينزل الركاب فى نص الطريق علشان ياخد منهم الاجره تانى هل بيفكر القوميه العربيه و وحدة الصف .

يا عم افهم بس هو الراجل اللى مصر يفضل مأنتخ على مكتبه مفيش ورقه بيخلصها و لا حتى بيحلل القرشين اللى بياخدهم اخر الشهر فاهم و حاطط فى نفسه و خاطره حب الوطن و السعى وراء النهوض جزئيا و كليا بالمستوى الخدمى المؤسسى للدوله .. او ان الولد اللى قاعد فى الشارع و بياعكس اللى رايح و اللى جاى مدرك تماما انه لابد ان يحافظ على مكتسبات الثوره مثلا ...

اكيد فى حاجه لازم تغير كل الناس كلهم كلهم كلهم مره واحده و بعض و بطريقه ممنهجه و محكمه , يعنى معنى واحد يسيطر على سواق المايكروباص و البياع و الموظف و الشاب السيس اللى قاعد على النصيه بيصدر اصوات من شأنها جذب انتباه الوظاويظ السائرين المترقعين بالشارع

الشىء الوحيد هو الدين هذا التأثير السحرى على حياة الناس .. و محدش يتفلسف و يقولى الفهم الصحيح للنصوص لان 90% يفهمها اى كفيف و حيبه الناس اللى مش عارفه و مش مذاكره هى اللى دايما بتقول ان الامتححان صعب و لم يغطى اجزاء المنهج بالتساوى .

الشى الوحيد الذى يدفعك ان تفعل الشى الصحيح و ان يكون لك مبدأ و هو نفسه الشىء الوحيد الذى يردعك و يبعدك عن اى سلوك تخالف من خلاله هذا المبدأ بدون ان يمثل اى مخلوق سلطه مباشره عليك , و انت فى ظلمات الليل تعد العده لان تسرق غدا او انك و انت نازل على الريق تقرر انك تغلى الاجره او تزوغ من الشغل اول متفتكر ربنا و مفيش حد شايفك لا مصر و لا العروبه ولا اى بسله ساعتها بس هتقوله يا رب انا هاعمل الصح علشان بحبك و طمعان فى كرمك , هو يعنى اشمعنى اول محد عندنا يموت او تحصلنا مصيبه نجرى على المصحف و نختمه تلات اربع مرات , هو احنا ليه منعرفوش فى الامور العاديه و هو اكيد هيعرفنا فى الامور اللى مش عاديه .

هذا التفكير المنطقى لاسباب الاعتدال فى الحياه و السير على منهاج واحد هو ذلك السبب الاقوى و الخفى الذى يمنعك من اى خطأ حتى و لو كنت فى قلب الصحراء , كل هذه الشعارات الجوفاء التى لا زرع فيها و لا ماء لا تصلح لاقامه شجره جميز اسفل شرفتك , لكن السبب الوحيد الذى يجعلك تحب الناس و تعمل الخير و ترميه البحر و كل متشوف جنيه حرام تدعى ربنا انه يكفيك شره و انك تفضل على مبدأك حتى لو كل الناس قررت تمشى فى الشارع على ايديها هو ان فى إله اعظم و اقوى من اى شعار ....... بس

الأحد، 15 مايو 2011

علوم التحرير

ياااه – أنا لما كنت فى التحرير - , الجمله الفائته اصبحت الجمله الاعتراضيه الاشهر الان فى نطاق اى حكايه تسمعها عن الثوره الان , و فجأه اصبح المصريين بعد ان كانت ثقافتهم تنحصر اما فى الخوف , كنظريه الحائط الذى تتمنى ان تبقى طوال عمرك تسير بجانبه و ملتصق به التصاق التوائم او ثقافة التوافه التى تتمثل فى نجمات الغناء اللبنانيات او نجوم الكره ... و نبتدى البوست , بسم الله حلال الله اكبر .

العلاقه الوثيقه بين شرب القهوه و زراعتها و التى تتعرف على ملامحها بمجرد ان تبدأ فى التعامل مع اى جهه حكوميه فى مصر لانهاء اوراقك فلو كان معك ( واسطه ) ف على ما تشرب القهوه يكون ورق حضرتك خلص , و ان كنت من عامة الشعب فا إن شاء الله على ما تزرع القهوه يكون ورقك حضرتك خلص .

حتى ان جميع الممارسات الخاطئه تعدت مفهوم العرف لتتحول الى نظريه و دستور يلتزم به الجميع دون ان يشعر و يحاسب من يخرج عليه او لا يلتزم بماده واحده من مواده , بدايه من الفلوس اللى بتغمز بيها موظف المرور او الشهر العقارى او البلديه , و نظريه ان تدفع اكثر ليتمكن سائق الميكروباص من إيصالك لنهاية الخط دون ان ينزلك فى وسط الخط و يطلب منك اجره اخرى من جديد .

الاهم هو تحول اتجاه ثقافه الغالبيه العظمى التى تعتمد على التليفزيون فى استمداد ملامح التيار العام فى البلاد مثلا : لو كنت هندى او بنجلادشى و اتيت مصر فى العام الفائت لتتعرف على نوعيه الاخبار التى تهم المصريين و يتسامرون و يجلسون على المقاهى يقاتلون بعض عليها ستجد ان هذه الانواع قليله و معروفه , السى دى الذى دائما ما يحمله مرتضى منصور و الذى لا يعبر بالتأكيد على اعتماد المحامين على التكنولوجيا فى تسجيل الادله و انما هذا ليثبت ان دليله حاضر و على عينك يا تاجر .

ان يتحول الشارع المصرى لخناقة شوبير و مرتضى , بيقولك يا عم السى دى عليه بلاوى و فضايح و بيعدين ماهو اللى شتم الاول . يقوله يا عم لا شوبير دا محترم دا بيشتغل فى 5 مناصب على الاقل فى نفس الوقت و بيطلع على التليفزيون اكتر من حسن حسنى فى الافلام , و برنامج حماده شو يستضيف مرتضى الذى كعادته يتحدى و يلمح بالاتهامات و انا مش عايز اتكلم و مش هقول حاجه عن البنت بتاعت المنيل هاااه . والبيه على برنامج شبرا اليوم بيقول انى معنديش دليل و انا هرفع عليه القضيه رقم 68 علشان اخذ حقى .

ما ان نفيق من كم الفيديوهات على اليوتيوب و الفيس بوك و التعليقات حتى نجد موضوع مصر و الجزائر و التسخين الواضح من الجانبين و سيل الشكر و التقدير لكل واحد يحول شاشته الى منبر للسباب و الشتائم للشعب الجزائرى المتعصب و كلانا تبرأ من كونه حدف الطوبه الاول .

او هل انت من مناصرى تموره ولا عموره .. و بنحبك يا تامر و مظاهره حاشده فى حب تامر و انه ازاى المنتج اللى كان بيتعامل معاه سابه و قرر انه يدرور على فرصه تانيه وهل الشركه الجديده المنتجه هتدفعله زى عمرو ولا اكتر و لا ايه !! يا خبر ..

و ضرب نار .. الكره بتاعت لاعب حرس الحدود فى الزمالك تسلل و دى من الكاميرا الرابعه هى اللى بينت كده و تجد البرنامج ساعتين قبل الماتش و ساعتين بعد الماتش و ساعتين الماتش يعنى فقره المباراه بتاخد ( و نستحضر روح السادات ) فى ست ساعات , ست ساعات تحليل فى تاريخ الفريق و طريقه لعبه و كيفية تعديل الخطه و تاريخ المدرب و كيف يشوط اللاعب بزاويه 45 درجه على بعد 40 متر بسرعه 130 كيلومتر فى الساعه و ازاى شاور للجماهير و ازاى و ازاى , و كل هذه الترهات كانت تستحوز على عقل و فكر و وجدان المواطن المصرى .... و عندما جاءت الثوره ....

اولا اصبح فى قاموس المصريين اليومى كلمة ثوره ثوره ( غير القذافى ) , انشغال الناس الكلى و الجزئى بالتفاصيل الكليه و الجزئيه للسياسه الداخليه و الخارجيه و تتصدر قناة الجزيره و العربيه و البى بى سى قمه القنوات التى يشاهدها المواطن المصرى عن قنوان الرياضه و الاغانى و التوافه من القنوات الذين اصبحوا قناه لكل مواطن .

ثانيا احتلال المصطلحات السياسيه المجعلصه و الغير مفهومه الا بشرح بثلاث طرق مختلفه ليفهمها العامه , لكن المعضله ان عامه الناس ادركوا او بدؤا فى ادارك ان السياسه إن صلحت صلح من رغيف العيش حتى كيفية تدراك قرارات الحرب و السلام مع دول العالم الخارجى .

كان يمكن لرجل الامس ان يتحدث عن هل الدوله البرلمانيه افضل ام الرئاسيه ثم يجيب الاخر دا حسب التيار و الايدلوجيه المسطيره على الحياه السياسيه , او بعد ان كنت تسأل الاخر اهلاوى و لا زملكاوى تسأله هل انت ليبرالى او علمانى او اشتراكى او اسلامى , و يبدأ الحديث عن الثورات البلشفيه و الفرنسيه و تأثيرها على اقتصاديات العالم فى التاريخ الحديث .. يا سلام !

ببساطه انقلب عقل المواطن 360 درجه ياعينى فجأه بقى استحوذ اصحاب التيارات الساسيه على صدارة حتى الالقاب .. بعد ان ينعت رجال كرة القدم بالمعلم و قلب الهجوم و جناح العمليات و رأس الحربه مع ان كل هذه الالقاب مرتبطه بالحروب الحقيقيه مش بالحروب الكرويه .

او نجوم الفن بالعملاق و نجم الجيل و الهضبه و الكينج و البرنس و الكوكب و صوت السماء ... دا كل لقب فى ست سنين سجن كل هذا السفه و التضليل الذى انتجته الثلاثون عاما الماضيه و التى ان كانت أثارها لن تنقشع سريعا الا اننا لن نرجع الى هذه النقطه ثانيا .... بس

الخميس، 7 أكتوبر 2010

اجى من هنااااا ..... زحمه !!!

الحقيقه انه قد مر وقت طويل (طويل اوى يعنى ) منذ اخر مره استقليت فيها وسيله المواصلات ذات الشعبيه الاكثر فى ضواحى مصر المحرومه , قصدى المحروسه .

ايون المايكروباص , و مما زادتى اشتياقا لهذا اللقاء انى ظللت لاكثر من 45 دقيقه انتظر الفرصه السانحه التى لا تأتى فى العمر كثيرا لكى (اركب و اخلع ) , نبتدى البوست , بسم الله حلال الله اكبر .

يبدأ عهد النضوج الاجتماعى و الاحساس بشى من الاستقلاليه و الاعتماد على النفس و تبتدى بالسكن و الحمد لله , الحمد لله لقيت شقه انا و صحابى , اينعم هى فى اخر ضواحى المسلمين بس لا تزال تنتمى الى ضواحى القاهره , و اينعم هى ضيقه لكن اهم حاجه الدفىء العائلى , و انها فى حته كتمه و عتمه ودوشه بس مش مشكله اهم حاجه الصحبه , و بعدين احنا مصريين .

هذه القدره الرهيبه على التكيف و التأقلم على اسوأ الظروف بل و محاولة الوصول لاقصى استفاده و التجديد داخل مظله هذه الحياه الرتيبه الضيقه الرقيقه , دون المحاوله للخروج منها .

و اخيرا تحقق حلم العمر الأزلى و ولاحت ليا من بعيد هذه الامنيه , و ظهر المايكروباص و اقترب و اقترب و اقترب و ما ان افقت من صدمه رؤيه مايكروباص فارغ !! حتى كانت جماهير مصر العريضه ...جداا و التى كانت تعيش نفس الحلم , تتسابق الا الباب , هو هدف اسمى من اى هدف و دونه الموت , رافعين شعار اما (الركوب ) او الشهاده .

طبعا انا مركبتش , انا ملحقتش احرك رجلى من مكانها حتى و اكتشفت ان الموضوع مش بالسهوله دى دا عايز اولا موهبه و سرعه بديهه ( ممكن ننمى الموضوع ده بالرمايه او البنج بنج ) ثانيا عايز استعداد نفسى عميق و تركيز ( يوجا بقى كده ) , لا لا الموضوع مش سهل خالص .

قلت افكر فى حلول بديله يعنى لو فشلت فى المهارات اللى فاتت اتجه له , لقيت الحقيقه ثلاث حلول و دا يدل على ان ربنا موسعها على البلد من كل ناحيه .

اولا: مترو و ده بهدله لوحده و بعدين مواصلتين تانيين ( قلت يعنى برده مايكروباص ) لا يا عم مش لاعب , و بعدين تاخد ضعف المده المتوقعه بالمايكروباص .

ثانيا : الاوتوبيس و من المعروف انه اكثر احتراما و ادميه من المايكروباص و مواعيده مظبوطه و مش زحمه ( انا بكذب على فكره ) , هى دى كانت الصوره اللى فى ذهنى عن الاوتوبيس لكن لا هو اكثر احتراما و كمان ممكن قطه زمن المشوار بتاعه واقف و لازق فيا تلاته اربعه لا تفصلنا عن بعض الا عدة سنتيمترات , و و الاهم انه مواعيده خااالص مش مظبوطه او – حسب التساهيل – بتاخده ضعف المده برده .

و من الواضح ان موضوع حسب التساهيل موضوع يستحق البحث , لانه تقريبا هو الاجابه السريعه و الفوريه للرد على الاسئله التى نستفهم منها عن المده او الوقت او الفتره الزمنيه اللازمه لحدوث شي ما .

اقوله حضرتك اوتوبيس 97 بيجى امتى , يقولى : "و الله حسب التساهيل , و الله ادى احنا مستنين ", طيب هو حضرتك معاده الساعه كااام !؟ , يقولى " و الله ملوش معاد ." , و بيقعد اد ايه فى الطريق , يقولى " ربنا يسهل , احنا منعرفش الغيب ." , و الله قمه الايمان , اللهم زيده يا رب .

و ساعتها حيرتى فى انى معرفش اى معلومات عن المواصله الى هستقلها , اكبر من حيرتى فى انى هاروح ازاى اصلا , حسيت انى ساعتها هفضل مستنى مده غير متوقعه على الطريق انتظر هلال الاوتوبيس , بالظبط زى العسكرى اللى واقف على خط بارليف مستنى اى هجوم .

رابعا: و ده من سلسله افلام الخيال العلمى , انى روح مشى مثلا و لا حاجه و ان شاء الله اوصل على سنتمبر الجاى , بس ده مفيهوش لا زحمه و لا طابور و لا تساهيل .

فى كل خطوه يوميه فى ادق التفاصيل الحياتيه لا اجد وحدى هذه المتاعب و لكن كل الناس تشكو مما منه انا اشكو .

بس ده فى حد ذاته يحث على التأمل فى الفتره التى لا تقل عن ساعتين فى الوصول من و الى العمل يوميا , كمان تقويه العضلات و زياده اللياقه البدنيه و ذلك من الجرى وراء و (الشعبطه ) و الحرب وسط العشرات للوصل الى متنفس داخل الاوتوبيس مما يؤدى الى زياده الاحساسى الجماعى و اللمسه العائليه فى المعاملات – لانك طول اليوم فى وسط الف واحد على الاقل بتقوموا بنفس الطقس و بتمارسوا نفس السلوك .

مفيش مفر من الزحمه و الحياه وسط تكدس من الناس , الا فى الموت بقى , بس مش عارف ممكن الحكومه تتصرف علشان متبعدناش عن بعض .

الثلاثاء، 6 أبريل 2010

أصرخ , لأصرخ لا لينتبه الاخرون

النهارده قصتى عن الصراخ و العويل او بمعنى ادق السياسى منهما , لدينا الكثير من الصرخات و الاصوات المتعاليه التى لطالما انتبه اليها الكثير و استجاب اليها الايجابين و حلم بها المتكاسلين و الذين يؤمنون بنظريه ( اضعف الايمان ) .
منذ قديم الأزل و العالم مقسم الى اربعه هياكل اساسيه : الصين , الفرس , الروم , العرب.
اما الصين فكانت تشتهر باالعمل , ناس معندهمش وقت منذ اكثر من مأتين من القرون و هم يدركون ان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك و ان الانسان ما خلق و وجد على ارض المعموره الا ليعمل و ينجز .
و كانت بلاد الفرس تعرف بالقوه اى انهم قوم يعتمدون فى الغالب على القوه العضليه لديهم و يحاولون تحريك كل ما هوساكن .
اما بلاد الروم اى الفرنجه فكانوا يتسمون بالعقل و الفكر و المنطق هم من اظهر النظريات الفلسفيه الجدليه و المنطقبه و حاولوا بشتى الطرق العبث فى المياه الراكده للطرق الفكريه الوضعيه .
ام العرب فقد تركوا القوه و العمل و العقل و اشتغلوا بأسهلهم و اقلهم جهدا , اللسان و الكلام كانوا افصح ما يكون كانوا قد بنوا حضارتهم الخاصه باللسان حتى ان الرجل كان يؤلف قصيده فيما بين بيته و بيت جاره فيلقيها الى جاره و كانت تقام ايام خاصه للهجاء و المبارزه ليست بالسيوف و انما بالافواه , افواه و كلام ليس الا .
من حصه مقرر التاريخ الى فاتت , نستنتج كلام انا مش جايبه من عندياتى , اننا شعب كلام يحب الصراخ ليس الا .
كان هذا الشعب المغلوب على امره يعيش عيشه الخراف فى حظيره ليس بها الا اسود و كل يوم يؤكل اقل الخراف نفوذا بكل ما تحمله الكلمه من معانى .
حتى جاء رجل من بعيد يقول انه قادم الى هذه الحظيره ليخلص الخراف مما هم فيه , و ما لبث ان تفوه بهذه الكلمات حتى اهتزت قلوب هذه الخراف و توالت الصيحات العاليه المؤيده و من الناحيه بعض الاصوات المثبطه و التى لا تحلم بالتغيير .
لا اخفى عليكم سرا اننا لو احصينا عدد المعارضين فى البلد سنجد ان البلد كلها معارضه مش بعيد الحزب الوطنى يكون معارضه , كل الاشخاص و الهيئات و الموسسات تعترض , ان كان فقيرا يعترض على الاوضاع الاقتصاديه و ان كان غنى يعترض على الاوضاع التنفيذيه فى مصر و هكذا.
لكن الملاحظ ان الكثير الان بدأ يفيق على اصوات التغيير . تغيير تغيير تغيير .
لو سألت الناس العاديه فى الشارع بدايه من بائعه الفجل و البواب و سائق الميكروباص , تحب تغير حضرتك , يقولك يا سلام اغير طبعا هو فى احسن من التغيير .
لكن الغريب ان هذا الشعب طوال ثلاثين عام لم ينجب من تجد حوله تلك الانوار التى يمكن ان تهتدى بها هذه الامه اللهم الا اتنين تلاته من الضالين , عقمت ارحام هذه الامه ان تلد بطلا , حتى اضطررنا تحت سياسه الصينى و المستورد ان نجد رئيسا من بره.
انا لا اعارض انا كمان مع الست بتاعت الفجل و الراجل اللى بيحمل رمسيس عتبه , لكنى اقول ان دعاة التغيير فى مصر هم من تسد افاههم باللحوم و تنعم اجسادهم بالحرير , كما يذكرنى رؤيه احد اصدقائى (الثورجيه) من يضع تلك اللافتات دائما ويقول البلد دى بايظه و دائما ما ينتقد السياسات المصريه و ايضا اجد من هى اكثر منه سخون فتاه اخرى تطلق اكثر الالفاظ سخطا و حقدا على النظام الفاشى .
لكنهم يتعاملون مع هذه القضيه مثل الموضه مثل جهاز اليكترونى حديث او تسريحه بدأت تنتشر . و سرعان ما يعود هو لانفاق اموال باهظه فيما لا يستحق و ان يأكل اجود الطعام و ان يلبس اغلى الثياب . و هى ايضا لا تجد حرجا فى ان تعيش حياه مرفهه و تأكل فى اغلى المطاعم ( مش زينا من عند هوهو ), و تستمع الى فرق موسيقيه غريبه و عجيبه الشكل , حتى ان كل الصوتيات التى تشاركها مع الناس لمغنيين انا شخصيا لا اعرفهم , كل ما يثير الغضب ان هؤلاء الناس لا يشعروا بالغلابه و لا يحركوا ساكنا لمناصره هذا العشب المهضوم حقه .
ولا بفعلون و ان فعلوا يشهدوا كل من يعرفوهم , " بص اهوه انا بعارض و معلق صوره الاضراب و البرادعى على التىشيرت و البروفايل بتوعى و طول النهار يا عم بتكلم فى السياسه " . و بعد الظهر او صباح اليوم التالى يخلع هذه العباءه ليتكيف مع الوضع و ليعيش الحياه التى يريدها , اما لو أ خد احدهم عنوه الى قسم الشرطه فانا اراهن على انهم و قبل استقبال اول صفعات الترحيب سيكفرون بما كانوا يشهدون الناس انهم به مؤمنون.
اريد من الناس انت تعمل لغد و انت تغير ما بها , و انت تفعل الخير فى السر قبل العلن , افعل و قم كن ايجابيا و غير بصوره ملموسه حتى و لو نزلت و كنست الشارع , التغيير يبدأ من الداخل .
و كما قال الامام الحسن البصرى "حكامكم من اعمالكم".

الاثنين، 16 نوفمبر 2009

الطاقه الصحيحه فى المكان الخطأ

منذ قديم و الشعب المصرى هو شعب انتصارات , لا يعرف الهزيمه , عندما قرأت من معظم التعليقات اننا شعب عظيم و عريق , و ان الناس تتعلم دروسا و دروسا من هذه المواقف الرجوليه .

نعم هذه هى مصر , مصر الحضاره و التاريخ , التى يتعلم الجميع منها الصبر و الرجوله و التضحيه .

و عندما تنزل الى الشارع تجد الجميع فى هدوء يحتفل و تتلاقى الافكار و تتلاقى اكثر منها وقعه القلوب التى فى الصدور , احساس رائع ان تجد الجميع و السعاده و الرضا يملئان قلوبهم و وجوههم .

....................................................................................................

ممكن حضرتك تنسى الكلام اللى فات ده كله , ان اصلى كنت بكلم حد تانى .

اصلى الحقيقه من كام يوم حصلتلى حاجه غريبه .. وقفت عن المحطه العشرين , او كام يقال ( منذ عشرين عام و انا اسير الى الله ).

اصل الانسان فى الاخر شويه ايام , و سنين و و حاجات فوق بعض , المهم ان اليوم ده حلمت حلم بحلمه كل سنه و فى يوم عيد ميلادى بس .

الغريب فى الموضوع , انى كنت خايف ان موضوع عيد ميلادى يحصله تعتيم اعلامى , و دا اللى حصل فعلا , و اللى كنت عامل حسابه حصل فعلا .

من قبل الماتش بحوالى اربعه ايام على اقل تقدير و الحمله الاعلانيه التى فاقت مرات و مرات حمله السيد الرئيس الاخيره .

فعلا وبدون مبالغه .. كل القنوات المعنيه و الغير معنيه ,حتى الغير رياضيه او الغير متخصصه فى هذا المجال , و حتى القنوات التى لا تحوى اجندتها التنويه الى اى اخبار رياضيه او احداث تتعلق بشكل او باخر بالرياضيه ز

اما القنوات الرياضيه و عن نشاطها فى هذه الايام فحدث و لا حرج , ايه ده اليوم بالكامل ارعه و عشرين ساعه بلا توقف التحليل و دراسه الخصائص و الطباع النفسيه للمنتحب الجزائرى الشقيق و تاريخهم من اول ملعبوا كوره و ازاى لما مش عارف ايه .. و شويه طلام مجعلص تفهم منه ان الناس اللى بتكلمك يعنى ناقص يحللولهم دى ان ايه علشان يحددوا الخطه اللى مصر هتلعب بيها .

قلت لا يا واد سيبهم الماتش برده تاريخ و مصيرى , و بعدين تلاقى فجاه التصريحات الصحفيه المتبادله بين الاطراف , من ناحيه و مسؤول الكره هنا و مدير الكره هناك , و على لسان كذا : سنفوز على المنتخب المصرى و المنتخب المصرى ضعيف , و الناس فى الجزائر و مظاهرات و احراق العلم المصرى و الصور المسيئه ( للمنتخب على فكره ).

و على الجانب الاخر , لا يا ولاد احنا اخوه فى العروبه و الجهاد و جميله بوحريد و يوسف شاهين و عبدالفتاح القصرى , و ان دى مباره لا تؤثر بشكل او باخر على العلاقات العميقه و التاريخيه بين الدول , نع ان المنتخب لز خسر دول هيكونوا اول ناس بيرموا الطوب فى الماتش .

استطعت ان اميز نقطه : ان الدوله او الموسسات الحكوميه عندما تريد ان تعرض على الشعب قناتها التى من خلالها تستطيع ان تبث كل افكارها , او على الاقل ان تجعل الشارع المصرى كل همه و شغله الشاغل قضيه معينه , فهى تنجح فى ذلك .

و تسمع فى الكام يوم اللى قبل الماش . "مصر " .

و من هنا ياتى التصنيف الشهير احنا بنرمز للبلد بكذا لفظ ( "مصر " و "البلد " و "الدوله "و " الشعب " )

و مصر الاولى دى مش بسمعها كتير , بس معها بس فى حصتين زمان .. حصه الالعاب و حصه التاريخ

حصه الالعاب و المنتخب المصرى و الماتشات و هنا تلاقى الكلمه الشهيره الانتماء ولازم نقف ورا المنتخب و فين الوطنيه .

و حصه التاريخ و ان مصر الحضاره و زمان كنا و زمان عملنا .

و تنتهى عندها عهدك بالكلمه دى , انما انك تسمع الكلمه دى فى بقيت الحصص حصه الكيميا او الفيزيا او الاحياء او حتى الاقتصاد او الاحصاء .

انا مش ضد ان الواحد يقف ورا بلده او انه يشجع رياضاته المفضله , بس اللى بجد لازم الناس تفهمه انها لازم توجه جهودها , زى مبتبهدل من اول يوم الماتش ده و الزحمه و تروح الاستاد او حتى تقعد فى البيت او انك تلغى مواعيد كتيره علشان بس انت بتحضر علشان تتفرج على الماتش .

و انك تستحمل كل المشاكل اللى ممكن تحصلك او انك كمان ممكن متصليش , ايون متصليش , تخيل ان كل الناس اللى فى الاستاد سمعوا الاذان المغربو العشا و محدش قام يصلى , ايوه تخيل لما ربنا ينادى على ميت الف واحد قاعد فى الاستاد , و يقولهم حى على الصلاه حى الصلاه , و هما يقولوله : لا معلش الصلاه يمكن تاخيرها او تطنيشها انما الماتش , دا ماتش مصيرى يا جدعان , ازاى نسيبه .

ايه ده يعنى اروح اصلى العشا مثلا و مشوفش الجون الاول بتاع عمرو ذكى , و يجيلى قلب اصلى ازاى دا حتى ميرضيش ربنا , اصل ربنا ميرضاش بالظلم يعنى .

بس هو مش من الظلم ان الشعب المصرى يصرف 14 مليون جنيه فى اليوم ده بس علشان يتفرج على الماتش فى الاستاد او فى كافيه او حتى فى البيت و كمان فى الاحتفال بعد الماتش .

و هو مش من الظلم برده ان الناس تقف فى الشارع لحد الفجر تفضل تصرخ و تلعب بالنار و توقف المرور و تعطل الناس اللى مروحه و كمان يخبطوا و يطلعوا على الاتوبيسات .

حتى الامن اللى كان واقف كان بيحميهم , معتبرش ان دا تجمع اكتر من اربعه او انهم بيثيروا الشغب او بيهددوا الامن العام او حتى بيعلنوا عن نشاط محظور او توزيع منشورات من شئنها قلب نظام الحكم و اعلان الفتنه الطائفيه فى البلاد .

الامن هنا اخد دوره الاساسى , حتى لما الامن فكر يعمل حاجه قال للناس بكل ادب لو سمحتوا يا جماعه ممكن تروحوا الشارع الجانبى علشان المرور يمشى , و مع ذلك الناس مسمعتش الكلام و فضلت تعمل اللى هى عايزاها .

انا يوميها كنت واخد الاوتوبيس من حدائق القبه الى الهرم و مريت تقريبا باغلب مناطق القاهره كل الناس من غير محد يلمهم و لا يجمعهم فى مكان واحد و لا حتى يقولهم هما هيعملوا ايه و لا حتى هيقولوا ايه , بيقوموا بنفس السلوك و الله محد وجههم و لا قولهم حاجه , دى حاجه غريزيه .

اللى الناس عملته هو توجيه المجهود الجبار ده فى حاجه عبثيه , طيب ليه المجهود ده مش يتمنع بس يتوجه زى فى اننا نرفض و نحسن احوال البلد , او اننا نناصر قضيه فلسطين , الله لو الحشد ده و القوه دى راحت على اسرائيل لتشيلها من ارضها لو لو واحد فى الميه من مجموع الشعبين دول راحوا على اسرائيل ممكت يكلوهم يعنى .

نفسى البلد دى تبقى احسن , المشكله عندنا مش فى الموارد و انما فى توزيع الموارد و لا المشكله فى اعلام و لا ناس ولا طاقه شباب احنا بس مخنا لسه فاضى و شم عارفين نوجه الطاقه دى فين ..

فرح هنا و هناك قام المأتم شعب ينوح و اخر يترنم .. وعلى فكره فى سته جزائريين ماتوا بالسكته القلبيه , دول لما يقابلوا ربنا هيقابلوه و هما بيصرخوا .

و بعد الماتش مينتهى و لما الناس تصحى الصبح و تروح تجيب العيش هتشم" البلد " و لما يركب المواصلات و لما يروح مصلحه حكوميه هيشتم "الحكومه " و لما يطلع من الشرطه و الحربيه علشان الكوثه .

و لما يلاقى ان فى ناس فى مصر بتعيش بمتوسط دخل 30 الف جنيه فى الشهر و ناس تانيه مش بتلاقى الرقم دا مقسوم على ميه فى الشهر , او ان فى حوالى 6 مليون مواطن ساكنين فى مساكن الموتى , و لا ان كان فى حوالى 3000 واحد او واحده مستنين اليوم ده علشان (يسترزقوا ) منه يبعوا كام علم و كام علبه مناديل فى الاشاره , ساعتها هتضطر تشتم "الشعب" و دول الحاجات او الحالات الوحيده اللى هتذكر فيها البلد . انا بحب مصر بس مش عاجبنى اللى فيها ...

و عامه الماتش اقل ما يقال عليه انه سىء و لا يرقى الى حجم التخطط و الاعدادات اللى كانت معموله ليه , اغلب الناس لعبت نفس اللعب المصرى الساذج يعنى حافظ مش فاهم و انه معندوش خطه بديله فى الماتش لو حس انه الخطه اللى نازل بيها منفعتش .... ربنا يصبرنا .

و على فكره الجول التانى كان تسلل .. بس بالا المهم نفوز ...

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

" برده بلدى "

" انا مالبلدااى .. بلد ابوياا و جد جدى ... و انا مالبلدااى ...".
للاسف كنت بحاول اهدى او انام شويه فى الميكروباص . بس الراجل التييت راح معلى الصوت.
و إذ ساعتها جرت فى نفسى قشعريره بارده فى ليله حاره ممطره , ولم اجد بدا من ان اسمع الاغنيه اللى اصلا بسمعها و انا طفل برىء و بحب البلد و الجو الساذج ده . و بعدين لقيت الراجل اللى جمبى بس كان كبير حبه .
لا لا هو كان كبير اوى بصراحه من الناس اللى حضر تقريبا حرب 48 و 67 و 73 و حروب الاستنزاف و انهيار الاتحاد السوفيتى و كل حصه التاريخ دى , و قاعد بقى البلد و قبل الثوره و ايام الملك فاروق .
و بعدين ثقبت هذا الرجل الذى يبدو عليه موضه التلاتينات بنظره مليئه بالـ .. مش السخط و انما حسيت انى عاوز اقوم اتصور معاه و احط الصوره تبرع منى للمتحف المصرى .
و طبعا كلام الرجل كان ماثر فيا جداا , لدرجه ان رغبتى فى النوم تضاعفت مرات و مرات بالرغم من دوشه الطريق و توقفه اكثر من اتنين مليون مره , و ارتفاع صوت التسجيل ( المذياع .. يعنى ), و طبعا الناس جالسه فى صمت يستمعون الى زاهى حواس هذا الميكروباص .
و .....فجأأأه .. صحانى الراجل اللى لابس اسود و قاللى " اصحى يابنى انت مش نايم فى بيتكم " بصيت جمبى و حولى فى كل الاتجاهات لم اجد إلا ظلام داامس .. داامس .
قلتله انت مين انا بحلم و لا ايه ؟؟.
قالى اه انت بتحلم .. طبعا , يا عم . فجاه ظهر جمبى اتنين شبهى بالظبط ..
و مع انى مش بقتنع زى الافلام لما واحد يشوف واحد و يقول ده شبهى .. على فكره مع ان اكتر حاجه الواحد بيعملها انه بيبص فى المرايا , و مع ذلك لو لقيت واحد شبهك من بعيييد ..
و لا هتحس انه فى حاجه منك ..!!!
تابعت النظر اللى الراجل المتجهم الملامح و هو يخفى شيئا ما خلف ظهره و قالى انا هاخدها منك .. قلتله هى اصلا يا عم .. انا عايز اروح .... " قالى دى مـصــر يا محمد !!! ".
قولتله ايه مصر .. مصر .. و رفعت ايدى زى عبد الله محمود فى فيلم ( الطريق الى ايلات ) .. عبدالله محمود يا جدع .. لما نبيل الحلفاوى طلع و قال " احنا هنلغى العمليه " قام عمك عبدالله محمود رفع ايده و بصوت عالى عاااالى و قال ...... لااااااااااااااااا.
عدت مره اخرى لذاك الرجل .. و قالى " لا على ايه . انت حتحسسنى انك بتحب مصر و لا ايه"
قولتله طبعا .. مصر دى امى .. و فكرت قليلا.
بعدها هدأت قليلا فطالعنى احد الاشخاص .. ( اللى هما شبهى دول ) ..
و قال : انت بتحب مصر على ايه يعنى؟؟ ..بعدين قلتله .. " اه صحيح "..
هو صحيح الواحد بيحب مصر , بس يا جدع متفهمش ليه ؟؟
و لا عالزحمه و لا الكوثه و الوثاطه و المحثوبيه .. ما هى دى مصر ,
اه مستحملين و بتاع , بس يعنى الواحد ممكن يزهق و يتخنق منها حبتين تلاته , لكن ساعة ميطلع بره هواها العليل ده بيحن ليها علطول .
اه هو دا الحب بقى يا ابله . , و مرايه الحب دى عاميه .. عاميه اوى يعنى .
ما هو مش معقول الواحد هتكون حبيبته اجمل واحده فى الدنيا ..
تلاقى نفسك بتحبها ,وتحس ان فى مفيش فى جمالها حد ,و انها ملكه جمال الكون .
مع ان ممكن اهلك و صحابك و عيلتك و كل الشعب شايفا شبشب , و فرده واحده .
و لا حتى حصلت ملكه جمال الكونغو الشعبيه سنه تلاتين .
هيحصل ايه يعنى لو الواحد مكنش اتولد فى البلد او محبهاش اصلا , او يمكن هو حبها لان مفيش غيرها او مشفش غيرها .
لو خرجت بره مصر , و بعد متحلف باكل الشبراوى و التابعى و اخر ساعه , تكتشف ان دا بره علف للبهايم , مش اكل اصلا يا برنس .
هيحصل ايه يعنى لو الواحد مشربش من نيلها , و لا فكر يغنى عليها ...
و يقولك مصر هى امى و نيلها هو دمى ,شمسها فى سمارى شكلها فى ملامحى , حتى لونى قمحى لون نيلك يا مصر .
و على فكره مش عارف البلد دى هتفضل .. مش تكذب , لا ( تشتغلنا ) , و على فكره نيلها بيترمى فى الحيوانات الميته يعنى كده دمى ملوث , حتى لما بينقوا الميه و نشرببها بيجيلنا تيفويد , و شمسها دى اللى سمارى دا حقيقى , اكتسبتها من كتر الوقفه مثلا فى ميدان رمسيس العتيق اللى بيمر عليه نص الشعب المصرى يوميا .
حتى شكلها مش فى ملامحى , شكلها متلخبط و حالتها .. احنا كده هندخل فى السياسه ..
يا عم دوس احنا لسه هندخل .. المخبر واقف عالباب تقريبا مستنينى لما اخلص الرساله دى.
هيحصل ايه لو كنا فرنسيين او انجليز او حتى اتراك .. و يبقى تركيا هى امى و اى نيل من السبعين نيل اللى فيها هو دمى . حتى القمح بتزرعه مش بتشتريه ..!
برده لأ .. مش ماشيه و بعدين الاغنيه برده مش هتكون مظبوطه ..
يعنى تخيل نفسك بتغنى السعوديه يااما يا سفينه ... لألألألأاا
و لا حتى اى حاجه فيها بتوحشنى . و لا حتى ترابها .. انت اصلا لو خرجت بره مصر مش هتلاقى تراب اصلا .. و لا جو مصر اللى حتى بقى زى الفل .
و تيجى الست شاديه تقولك .." اصله معداش على مصر ".
على فكره هو كان قاصد انه ميعديش على مصر ,و كان قاصد يحلقلها و ميجيش .
اصله لو فكر يعدى عليها فيها ساعتين عالمحور و ساعه على اكتوبر , و يقف فى الحر و الزحمه . على ايه يا عم , و لسه هاقوم و البس و اعدى .... شغلانه .
حاجه تنرفز يعنى .. لا و يقولك انه اللى يشرب من مياه النيل لازم يرجع لمصر تانى .. انا من هنا بقول ان اللى هيشرب من مياه النيل لازم يرجع بس علشان يعمل التحاليل اللازمه .. محدش عارف من امبيا مثلا او تيفويد او تسمم معوى .
و اللى يزيد رخامه انه يقولك دى مصر دى ام الدنيا .. اعتقد انه دا حقيقى لو كانت الدنيا دى دنيا المجارى اى دنيا الدخان او حتى دنيا سمير غانم .
عايز افهم انا ليه بحب مصر . مش لاقى . انا شخصيا مش بصدق مصر .
اصلها ساعات كتير بتكدب و تطلع حبه اشاعات زى الفل , دا ممكن اللى مطلع الاشاعه لو لفت مثلا و رجعتله ممكن يصدقها .
اخر مزهقت .. قولت للراجل .. " خلاص يا عم .. عايزها ... شيل ".
هى مش لزمانى فى حاجه , بعدين توقفت .. طب مانا لو حد اخد منى مصر مش هقدر اعيش, هو اه انا مخنوق منها بس فى الاخر برده بنتنا و منقدرش نسيبها .
حسيت ساعتها ان الواحد زى ماعنده جينات طول و لون و شكل , فى برده جينات مصريه , للاسف ... قلتله " معلش انا من غيرها اضيع "( مش اضيع اوى اوى يعنى ) , بس لا متخدش مصر منى .
ساعتها الراجل قالى ," هه روح و ابقى خللى مصر تنفعك ".
اخدتها منه و مسكتها فى إيدى , و قولتلها اعمل فيكى ايه , يالا ربنا يصبرنى .
و ساعتها ... صحيت .. اه صحيت ياعينى .. بس الراجل المكحكح ده كان وصل الا ما بعد اغتيال السادات و بدايه عصر المغفور له و عائلته و السامعين و المقربين و انا و انت ...
قولتله ياااه . هو حضرتك لسه مخلصتش تاريخ مصر الحديث , .
قالى لا يابنى لازم يكون عندك امل فى بكره ..
الحقيقه زمان كانت المقوله بتقول ان المصرى مش بيبات من غير عشا , بس انا دلوقتى اعرف ناس بتبات من غير غدا ( و طبيعى من غير عشا ) .
بس هينزلوها و يطلعوها .. يكسب الاهلى او يخسر الزمالك , نصعد كأس العالم و لا حتى نفرج علينا العالم .. يعيش عز او يرجع لكح , يوقفوا الدعم او يجيبوا جمال ....
مصر برده بلدى .................................................................................للأسف.