الجمعة، 18 سبتمبر 2009

" برده بلدى "

" انا مالبلدااى .. بلد ابوياا و جد جدى ... و انا مالبلدااى ...".
للاسف كنت بحاول اهدى او انام شويه فى الميكروباص . بس الراجل التييت راح معلى الصوت.
و إذ ساعتها جرت فى نفسى قشعريره بارده فى ليله حاره ممطره , ولم اجد بدا من ان اسمع الاغنيه اللى اصلا بسمعها و انا طفل برىء و بحب البلد و الجو الساذج ده . و بعدين لقيت الراجل اللى جمبى بس كان كبير حبه .
لا لا هو كان كبير اوى بصراحه من الناس اللى حضر تقريبا حرب 48 و 67 و 73 و حروب الاستنزاف و انهيار الاتحاد السوفيتى و كل حصه التاريخ دى , و قاعد بقى البلد و قبل الثوره و ايام الملك فاروق .
و بعدين ثقبت هذا الرجل الذى يبدو عليه موضه التلاتينات بنظره مليئه بالـ .. مش السخط و انما حسيت انى عاوز اقوم اتصور معاه و احط الصوره تبرع منى للمتحف المصرى .
و طبعا كلام الرجل كان ماثر فيا جداا , لدرجه ان رغبتى فى النوم تضاعفت مرات و مرات بالرغم من دوشه الطريق و توقفه اكثر من اتنين مليون مره , و ارتفاع صوت التسجيل ( المذياع .. يعنى ), و طبعا الناس جالسه فى صمت يستمعون الى زاهى حواس هذا الميكروباص .
و .....فجأأأه .. صحانى الراجل اللى لابس اسود و قاللى " اصحى يابنى انت مش نايم فى بيتكم " بصيت جمبى و حولى فى كل الاتجاهات لم اجد إلا ظلام داامس .. داامس .
قلتله انت مين انا بحلم و لا ايه ؟؟.
قالى اه انت بتحلم .. طبعا , يا عم . فجاه ظهر جمبى اتنين شبهى بالظبط ..
و مع انى مش بقتنع زى الافلام لما واحد يشوف واحد و يقول ده شبهى .. على فكره مع ان اكتر حاجه الواحد بيعملها انه بيبص فى المرايا , و مع ذلك لو لقيت واحد شبهك من بعيييد ..
و لا هتحس انه فى حاجه منك ..!!!
تابعت النظر اللى الراجل المتجهم الملامح و هو يخفى شيئا ما خلف ظهره و قالى انا هاخدها منك .. قلتله هى اصلا يا عم .. انا عايز اروح .... " قالى دى مـصــر يا محمد !!! ".
قولتله ايه مصر .. مصر .. و رفعت ايدى زى عبد الله محمود فى فيلم ( الطريق الى ايلات ) .. عبدالله محمود يا جدع .. لما نبيل الحلفاوى طلع و قال " احنا هنلغى العمليه " قام عمك عبدالله محمود رفع ايده و بصوت عالى عاااالى و قال ...... لااااااااااااااااا.
عدت مره اخرى لذاك الرجل .. و قالى " لا على ايه . انت حتحسسنى انك بتحب مصر و لا ايه"
قولتله طبعا .. مصر دى امى .. و فكرت قليلا.
بعدها هدأت قليلا فطالعنى احد الاشخاص .. ( اللى هما شبهى دول ) ..
و قال : انت بتحب مصر على ايه يعنى؟؟ ..بعدين قلتله .. " اه صحيح "..
هو صحيح الواحد بيحب مصر , بس يا جدع متفهمش ليه ؟؟
و لا عالزحمه و لا الكوثه و الوثاطه و المحثوبيه .. ما هى دى مصر ,
اه مستحملين و بتاع , بس يعنى الواحد ممكن يزهق و يتخنق منها حبتين تلاته , لكن ساعة ميطلع بره هواها العليل ده بيحن ليها علطول .
اه هو دا الحب بقى يا ابله . , و مرايه الحب دى عاميه .. عاميه اوى يعنى .
ما هو مش معقول الواحد هتكون حبيبته اجمل واحده فى الدنيا ..
تلاقى نفسك بتحبها ,وتحس ان فى مفيش فى جمالها حد ,و انها ملكه جمال الكون .
مع ان ممكن اهلك و صحابك و عيلتك و كل الشعب شايفا شبشب , و فرده واحده .
و لا حتى حصلت ملكه جمال الكونغو الشعبيه سنه تلاتين .
هيحصل ايه يعنى لو الواحد مكنش اتولد فى البلد او محبهاش اصلا , او يمكن هو حبها لان مفيش غيرها او مشفش غيرها .
لو خرجت بره مصر , و بعد متحلف باكل الشبراوى و التابعى و اخر ساعه , تكتشف ان دا بره علف للبهايم , مش اكل اصلا يا برنس .
هيحصل ايه يعنى لو الواحد مشربش من نيلها , و لا فكر يغنى عليها ...
و يقولك مصر هى امى و نيلها هو دمى ,شمسها فى سمارى شكلها فى ملامحى , حتى لونى قمحى لون نيلك يا مصر .
و على فكره مش عارف البلد دى هتفضل .. مش تكذب , لا ( تشتغلنا ) , و على فكره نيلها بيترمى فى الحيوانات الميته يعنى كده دمى ملوث , حتى لما بينقوا الميه و نشرببها بيجيلنا تيفويد , و شمسها دى اللى سمارى دا حقيقى , اكتسبتها من كتر الوقفه مثلا فى ميدان رمسيس العتيق اللى بيمر عليه نص الشعب المصرى يوميا .
حتى شكلها مش فى ملامحى , شكلها متلخبط و حالتها .. احنا كده هندخل فى السياسه ..
يا عم دوس احنا لسه هندخل .. المخبر واقف عالباب تقريبا مستنينى لما اخلص الرساله دى.
هيحصل ايه لو كنا فرنسيين او انجليز او حتى اتراك .. و يبقى تركيا هى امى و اى نيل من السبعين نيل اللى فيها هو دمى . حتى القمح بتزرعه مش بتشتريه ..!
برده لأ .. مش ماشيه و بعدين الاغنيه برده مش هتكون مظبوطه ..
يعنى تخيل نفسك بتغنى السعوديه يااما يا سفينه ... لألألألأاا
و لا حتى اى حاجه فيها بتوحشنى . و لا حتى ترابها .. انت اصلا لو خرجت بره مصر مش هتلاقى تراب اصلا .. و لا جو مصر اللى حتى بقى زى الفل .
و تيجى الست شاديه تقولك .." اصله معداش على مصر ".
على فكره هو كان قاصد انه ميعديش على مصر ,و كان قاصد يحلقلها و ميجيش .
اصله لو فكر يعدى عليها فيها ساعتين عالمحور و ساعه على اكتوبر , و يقف فى الحر و الزحمه . على ايه يا عم , و لسه هاقوم و البس و اعدى .... شغلانه .
حاجه تنرفز يعنى .. لا و يقولك انه اللى يشرب من مياه النيل لازم يرجع لمصر تانى .. انا من هنا بقول ان اللى هيشرب من مياه النيل لازم يرجع بس علشان يعمل التحاليل اللازمه .. محدش عارف من امبيا مثلا او تيفويد او تسمم معوى .
و اللى يزيد رخامه انه يقولك دى مصر دى ام الدنيا .. اعتقد انه دا حقيقى لو كانت الدنيا دى دنيا المجارى اى دنيا الدخان او حتى دنيا سمير غانم .
عايز افهم انا ليه بحب مصر . مش لاقى . انا شخصيا مش بصدق مصر .
اصلها ساعات كتير بتكدب و تطلع حبه اشاعات زى الفل , دا ممكن اللى مطلع الاشاعه لو لفت مثلا و رجعتله ممكن يصدقها .
اخر مزهقت .. قولت للراجل .. " خلاص يا عم .. عايزها ... شيل ".
هى مش لزمانى فى حاجه , بعدين توقفت .. طب مانا لو حد اخد منى مصر مش هقدر اعيش, هو اه انا مخنوق منها بس فى الاخر برده بنتنا و منقدرش نسيبها .
حسيت ساعتها ان الواحد زى ماعنده جينات طول و لون و شكل , فى برده جينات مصريه , للاسف ... قلتله " معلش انا من غيرها اضيع "( مش اضيع اوى اوى يعنى ) , بس لا متخدش مصر منى .
ساعتها الراجل قالى ," هه روح و ابقى خللى مصر تنفعك ".
اخدتها منه و مسكتها فى إيدى , و قولتلها اعمل فيكى ايه , يالا ربنا يصبرنى .
و ساعتها ... صحيت .. اه صحيت ياعينى .. بس الراجل المكحكح ده كان وصل الا ما بعد اغتيال السادات و بدايه عصر المغفور له و عائلته و السامعين و المقربين و انا و انت ...
قولتله ياااه . هو حضرتك لسه مخلصتش تاريخ مصر الحديث , .
قالى لا يابنى لازم يكون عندك امل فى بكره ..
الحقيقه زمان كانت المقوله بتقول ان المصرى مش بيبات من غير عشا , بس انا دلوقتى اعرف ناس بتبات من غير غدا ( و طبيعى من غير عشا ) .
بس هينزلوها و يطلعوها .. يكسب الاهلى او يخسر الزمالك , نصعد كأس العالم و لا حتى نفرج علينا العالم .. يعيش عز او يرجع لكح , يوقفوا الدعم او يجيبوا جمال ....
مصر برده بلدى .................................................................................للأسف.

هناك تعليقان (2):

  1. هههههههههههه
    -
    أنت هتروح في داهية. D:
    -
    كلنا أو أغلبنا كدا.. فينا حاجة معلقانا بمصر.. أيه هي الله أعلم

    ردحذف
  2. عيب يابنى ... انا بشرب حشيش و من اجود الانواع

    ردحذف