الاثنين، 16 نوفمبر 2009

الطاقه الصحيحه فى المكان الخطأ

منذ قديم و الشعب المصرى هو شعب انتصارات , لا يعرف الهزيمه , عندما قرأت من معظم التعليقات اننا شعب عظيم و عريق , و ان الناس تتعلم دروسا و دروسا من هذه المواقف الرجوليه .

نعم هذه هى مصر , مصر الحضاره و التاريخ , التى يتعلم الجميع منها الصبر و الرجوله و التضحيه .

و عندما تنزل الى الشارع تجد الجميع فى هدوء يحتفل و تتلاقى الافكار و تتلاقى اكثر منها وقعه القلوب التى فى الصدور , احساس رائع ان تجد الجميع و السعاده و الرضا يملئان قلوبهم و وجوههم .

....................................................................................................

ممكن حضرتك تنسى الكلام اللى فات ده كله , ان اصلى كنت بكلم حد تانى .

اصلى الحقيقه من كام يوم حصلتلى حاجه غريبه .. وقفت عن المحطه العشرين , او كام يقال ( منذ عشرين عام و انا اسير الى الله ).

اصل الانسان فى الاخر شويه ايام , و سنين و و حاجات فوق بعض , المهم ان اليوم ده حلمت حلم بحلمه كل سنه و فى يوم عيد ميلادى بس .

الغريب فى الموضوع , انى كنت خايف ان موضوع عيد ميلادى يحصله تعتيم اعلامى , و دا اللى حصل فعلا , و اللى كنت عامل حسابه حصل فعلا .

من قبل الماتش بحوالى اربعه ايام على اقل تقدير و الحمله الاعلانيه التى فاقت مرات و مرات حمله السيد الرئيس الاخيره .

فعلا وبدون مبالغه .. كل القنوات المعنيه و الغير معنيه ,حتى الغير رياضيه او الغير متخصصه فى هذا المجال , و حتى القنوات التى لا تحوى اجندتها التنويه الى اى اخبار رياضيه او احداث تتعلق بشكل او باخر بالرياضيه ز

اما القنوات الرياضيه و عن نشاطها فى هذه الايام فحدث و لا حرج , ايه ده اليوم بالكامل ارعه و عشرين ساعه بلا توقف التحليل و دراسه الخصائص و الطباع النفسيه للمنتحب الجزائرى الشقيق و تاريخهم من اول ملعبوا كوره و ازاى لما مش عارف ايه .. و شويه طلام مجعلص تفهم منه ان الناس اللى بتكلمك يعنى ناقص يحللولهم دى ان ايه علشان يحددوا الخطه اللى مصر هتلعب بيها .

قلت لا يا واد سيبهم الماتش برده تاريخ و مصيرى , و بعدين تلاقى فجاه التصريحات الصحفيه المتبادله بين الاطراف , من ناحيه و مسؤول الكره هنا و مدير الكره هناك , و على لسان كذا : سنفوز على المنتخب المصرى و المنتخب المصرى ضعيف , و الناس فى الجزائر و مظاهرات و احراق العلم المصرى و الصور المسيئه ( للمنتخب على فكره ).

و على الجانب الاخر , لا يا ولاد احنا اخوه فى العروبه و الجهاد و جميله بوحريد و يوسف شاهين و عبدالفتاح القصرى , و ان دى مباره لا تؤثر بشكل او باخر على العلاقات العميقه و التاريخيه بين الدول , نع ان المنتخب لز خسر دول هيكونوا اول ناس بيرموا الطوب فى الماتش .

استطعت ان اميز نقطه : ان الدوله او الموسسات الحكوميه عندما تريد ان تعرض على الشعب قناتها التى من خلالها تستطيع ان تبث كل افكارها , او على الاقل ان تجعل الشارع المصرى كل همه و شغله الشاغل قضيه معينه , فهى تنجح فى ذلك .

و تسمع فى الكام يوم اللى قبل الماش . "مصر " .

و من هنا ياتى التصنيف الشهير احنا بنرمز للبلد بكذا لفظ ( "مصر " و "البلد " و "الدوله "و " الشعب " )

و مصر الاولى دى مش بسمعها كتير , بس معها بس فى حصتين زمان .. حصه الالعاب و حصه التاريخ

حصه الالعاب و المنتخب المصرى و الماتشات و هنا تلاقى الكلمه الشهيره الانتماء ولازم نقف ورا المنتخب و فين الوطنيه .

و حصه التاريخ و ان مصر الحضاره و زمان كنا و زمان عملنا .

و تنتهى عندها عهدك بالكلمه دى , انما انك تسمع الكلمه دى فى بقيت الحصص حصه الكيميا او الفيزيا او الاحياء او حتى الاقتصاد او الاحصاء .

انا مش ضد ان الواحد يقف ورا بلده او انه يشجع رياضاته المفضله , بس اللى بجد لازم الناس تفهمه انها لازم توجه جهودها , زى مبتبهدل من اول يوم الماتش ده و الزحمه و تروح الاستاد او حتى تقعد فى البيت او انك تلغى مواعيد كتيره علشان بس انت بتحضر علشان تتفرج على الماتش .

و انك تستحمل كل المشاكل اللى ممكن تحصلك او انك كمان ممكن متصليش , ايون متصليش , تخيل ان كل الناس اللى فى الاستاد سمعوا الاذان المغربو العشا و محدش قام يصلى , ايوه تخيل لما ربنا ينادى على ميت الف واحد قاعد فى الاستاد , و يقولهم حى على الصلاه حى الصلاه , و هما يقولوله : لا معلش الصلاه يمكن تاخيرها او تطنيشها انما الماتش , دا ماتش مصيرى يا جدعان , ازاى نسيبه .

ايه ده يعنى اروح اصلى العشا مثلا و مشوفش الجون الاول بتاع عمرو ذكى , و يجيلى قلب اصلى ازاى دا حتى ميرضيش ربنا , اصل ربنا ميرضاش بالظلم يعنى .

بس هو مش من الظلم ان الشعب المصرى يصرف 14 مليون جنيه فى اليوم ده بس علشان يتفرج على الماتش فى الاستاد او فى كافيه او حتى فى البيت و كمان فى الاحتفال بعد الماتش .

و هو مش من الظلم برده ان الناس تقف فى الشارع لحد الفجر تفضل تصرخ و تلعب بالنار و توقف المرور و تعطل الناس اللى مروحه و كمان يخبطوا و يطلعوا على الاتوبيسات .

حتى الامن اللى كان واقف كان بيحميهم , معتبرش ان دا تجمع اكتر من اربعه او انهم بيثيروا الشغب او بيهددوا الامن العام او حتى بيعلنوا عن نشاط محظور او توزيع منشورات من شئنها قلب نظام الحكم و اعلان الفتنه الطائفيه فى البلاد .

الامن هنا اخد دوره الاساسى , حتى لما الامن فكر يعمل حاجه قال للناس بكل ادب لو سمحتوا يا جماعه ممكن تروحوا الشارع الجانبى علشان المرور يمشى , و مع ذلك الناس مسمعتش الكلام و فضلت تعمل اللى هى عايزاها .

انا يوميها كنت واخد الاوتوبيس من حدائق القبه الى الهرم و مريت تقريبا باغلب مناطق القاهره كل الناس من غير محد يلمهم و لا يجمعهم فى مكان واحد و لا حتى يقولهم هما هيعملوا ايه و لا حتى هيقولوا ايه , بيقوموا بنفس السلوك و الله محد وجههم و لا قولهم حاجه , دى حاجه غريزيه .

اللى الناس عملته هو توجيه المجهود الجبار ده فى حاجه عبثيه , طيب ليه المجهود ده مش يتمنع بس يتوجه زى فى اننا نرفض و نحسن احوال البلد , او اننا نناصر قضيه فلسطين , الله لو الحشد ده و القوه دى راحت على اسرائيل لتشيلها من ارضها لو لو واحد فى الميه من مجموع الشعبين دول راحوا على اسرائيل ممكت يكلوهم يعنى .

نفسى البلد دى تبقى احسن , المشكله عندنا مش فى الموارد و انما فى توزيع الموارد و لا المشكله فى اعلام و لا ناس ولا طاقه شباب احنا بس مخنا لسه فاضى و شم عارفين نوجه الطاقه دى فين ..

فرح هنا و هناك قام المأتم شعب ينوح و اخر يترنم .. وعلى فكره فى سته جزائريين ماتوا بالسكته القلبيه , دول لما يقابلوا ربنا هيقابلوه و هما بيصرخوا .

و بعد الماتش مينتهى و لما الناس تصحى الصبح و تروح تجيب العيش هتشم" البلد " و لما يركب المواصلات و لما يروح مصلحه حكوميه هيشتم "الحكومه " و لما يطلع من الشرطه و الحربيه علشان الكوثه .

و لما يلاقى ان فى ناس فى مصر بتعيش بمتوسط دخل 30 الف جنيه فى الشهر و ناس تانيه مش بتلاقى الرقم دا مقسوم على ميه فى الشهر , او ان فى حوالى 6 مليون مواطن ساكنين فى مساكن الموتى , و لا ان كان فى حوالى 3000 واحد او واحده مستنين اليوم ده علشان (يسترزقوا ) منه يبعوا كام علم و كام علبه مناديل فى الاشاره , ساعتها هتضطر تشتم "الشعب" و دول الحاجات او الحالات الوحيده اللى هتذكر فيها البلد . انا بحب مصر بس مش عاجبنى اللى فيها ...

و عامه الماتش اقل ما يقال عليه انه سىء و لا يرقى الى حجم التخطط و الاعدادات اللى كانت معموله ليه , اغلب الناس لعبت نفس اللعب المصرى الساذج يعنى حافظ مش فاهم و انه معندوش خطه بديله فى الماتش لو حس انه الخطه اللى نازل بيها منفعتش .... ربنا يصبرنا .

و على فكره الجول التانى كان تسلل .. بس بالا المهم نفوز ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق