الخميس، 7 أكتوبر 2010

اجى من هنااااا ..... زحمه !!!

الحقيقه انه قد مر وقت طويل (طويل اوى يعنى ) منذ اخر مره استقليت فيها وسيله المواصلات ذات الشعبيه الاكثر فى ضواحى مصر المحرومه , قصدى المحروسه .

ايون المايكروباص , و مما زادتى اشتياقا لهذا اللقاء انى ظللت لاكثر من 45 دقيقه انتظر الفرصه السانحه التى لا تأتى فى العمر كثيرا لكى (اركب و اخلع ) , نبتدى البوست , بسم الله حلال الله اكبر .

يبدأ عهد النضوج الاجتماعى و الاحساس بشى من الاستقلاليه و الاعتماد على النفس و تبتدى بالسكن و الحمد لله , الحمد لله لقيت شقه انا و صحابى , اينعم هى فى اخر ضواحى المسلمين بس لا تزال تنتمى الى ضواحى القاهره , و اينعم هى ضيقه لكن اهم حاجه الدفىء العائلى , و انها فى حته كتمه و عتمه ودوشه بس مش مشكله اهم حاجه الصحبه , و بعدين احنا مصريين .

هذه القدره الرهيبه على التكيف و التأقلم على اسوأ الظروف بل و محاولة الوصول لاقصى استفاده و التجديد داخل مظله هذه الحياه الرتيبه الضيقه الرقيقه , دون المحاوله للخروج منها .

و اخيرا تحقق حلم العمر الأزلى و ولاحت ليا من بعيد هذه الامنيه , و ظهر المايكروباص و اقترب و اقترب و اقترب و ما ان افقت من صدمه رؤيه مايكروباص فارغ !! حتى كانت جماهير مصر العريضه ...جداا و التى كانت تعيش نفس الحلم , تتسابق الا الباب , هو هدف اسمى من اى هدف و دونه الموت , رافعين شعار اما (الركوب ) او الشهاده .

طبعا انا مركبتش , انا ملحقتش احرك رجلى من مكانها حتى و اكتشفت ان الموضوع مش بالسهوله دى دا عايز اولا موهبه و سرعه بديهه ( ممكن ننمى الموضوع ده بالرمايه او البنج بنج ) ثانيا عايز استعداد نفسى عميق و تركيز ( يوجا بقى كده ) , لا لا الموضوع مش سهل خالص .

قلت افكر فى حلول بديله يعنى لو فشلت فى المهارات اللى فاتت اتجه له , لقيت الحقيقه ثلاث حلول و دا يدل على ان ربنا موسعها على البلد من كل ناحيه .

اولا: مترو و ده بهدله لوحده و بعدين مواصلتين تانيين ( قلت يعنى برده مايكروباص ) لا يا عم مش لاعب , و بعدين تاخد ضعف المده المتوقعه بالمايكروباص .

ثانيا : الاوتوبيس و من المعروف انه اكثر احتراما و ادميه من المايكروباص و مواعيده مظبوطه و مش زحمه ( انا بكذب على فكره ) , هى دى كانت الصوره اللى فى ذهنى عن الاوتوبيس لكن لا هو اكثر احتراما و كمان ممكن قطه زمن المشوار بتاعه واقف و لازق فيا تلاته اربعه لا تفصلنا عن بعض الا عدة سنتيمترات , و و الاهم انه مواعيده خااالص مش مظبوطه او – حسب التساهيل – بتاخده ضعف المده برده .

و من الواضح ان موضوع حسب التساهيل موضوع يستحق البحث , لانه تقريبا هو الاجابه السريعه و الفوريه للرد على الاسئله التى نستفهم منها عن المده او الوقت او الفتره الزمنيه اللازمه لحدوث شي ما .

اقوله حضرتك اوتوبيس 97 بيجى امتى , يقولى : "و الله حسب التساهيل , و الله ادى احنا مستنين ", طيب هو حضرتك معاده الساعه كااام !؟ , يقولى " و الله ملوش معاد ." , و بيقعد اد ايه فى الطريق , يقولى " ربنا يسهل , احنا منعرفش الغيب ." , و الله قمه الايمان , اللهم زيده يا رب .

و ساعتها حيرتى فى انى معرفش اى معلومات عن المواصله الى هستقلها , اكبر من حيرتى فى انى هاروح ازاى اصلا , حسيت انى ساعتها هفضل مستنى مده غير متوقعه على الطريق انتظر هلال الاوتوبيس , بالظبط زى العسكرى اللى واقف على خط بارليف مستنى اى هجوم .

رابعا: و ده من سلسله افلام الخيال العلمى , انى روح مشى مثلا و لا حاجه و ان شاء الله اوصل على سنتمبر الجاى , بس ده مفيهوش لا زحمه و لا طابور و لا تساهيل .

فى كل خطوه يوميه فى ادق التفاصيل الحياتيه لا اجد وحدى هذه المتاعب و لكن كل الناس تشكو مما منه انا اشكو .

بس ده فى حد ذاته يحث على التأمل فى الفتره التى لا تقل عن ساعتين فى الوصول من و الى العمل يوميا , كمان تقويه العضلات و زياده اللياقه البدنيه و ذلك من الجرى وراء و (الشعبطه ) و الحرب وسط العشرات للوصل الى متنفس داخل الاوتوبيس مما يؤدى الى زياده الاحساسى الجماعى و اللمسه العائليه فى المعاملات – لانك طول اليوم فى وسط الف واحد على الاقل بتقوموا بنفس الطقس و بتمارسوا نفس السلوك .

مفيش مفر من الزحمه و الحياه وسط تكدس من الناس , الا فى الموت بقى , بس مش عارف ممكن الحكومه تتصرف علشان متبعدناش عن بعض .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق