الاثنين، 16 مايو 2011

المبدأ الثابت

تسمع كثيرا بعد الثوره عن تغير الذوق العام و الوعى و الاتجاه السياسى العام و كل شى عام ما عدا اوتوبيس النقل العام الذى ظل متكدسا بالمواطنين الذين لم يشعروا ان ثمة شيئا قد حدث اى ان ما بعد يوم 25 يناير هو فقط 26 يناير و انه الكام واد اللى بيقعد على الفيس و حافظ كام شعار هو بس اللى حس بهذه النشوه التى تعدت بقليل نشوة فوز المنتخب بكأس الامم .. نبتدى البوست , بسم الله حلال الله اكبر .

لدي اعتقاد راسخ ان انعكاس التنميه الاقتصاديه على المجتمع المصرى هو من خلال نظام هرمى بحت يعنى الناس اللى فوق بياخدوا الغله كلها و الناس اللى تحت مش بيوصل ليهم غير النقط الطراطيش يعنى , لكن الوضع فى هذا البناء الهرمى تنطبق عليه اى حاجه بتحصل للمجتمع ده مش بس التنيمه الاقتصاديه لكن التنميه الفكريه و التغير الجذرى او التحسين فى السلوك العام انه دايما الطبقى الاكبر اللى اسفل الهرم ملهاش اى علاقه باللى بيحصل .... خالص .

بالعكس تماما انعكاس الركود فى الحياه الاقتصاديه ادى بالحياه فى اسفل الهرم الى درجه حراره اعلى و لكنا عارفين الحر فى الاماكن المغلقه بعيدا عن التسخات المحتمله لكنها تنذر بإنفجار وشيك , لكن الغريب فى ان الطبقه العليا من الهرم لديها قوانينها و قاعده الهرم لديها قوانين مختلفه تماما تشبه فى كثير من الاحيان قانون الغابه الذى لا بقاء فيه إلا للأقوى .. او المتريش اللى معاه فلوس .

نفس السلوكيات الممتعه لسائقى الميكروباص و البائعين فى المحلات و الاسواق و موظفى المصالح الحكوميه و حتى الاشخاص العاديه التى تسير بجوارك فى الشارع و تجلس امامك فى المترو و لاتزال تزاحمنى فى الطوابير و فى الطرقات و حتى فى النفس الذى اتنفسه , لا يزال الباعه نصابين .. نصابين اوى .. و لا يزال الموظفين يريدون ( الشاى يا بيه ) و لا يزال سائقى الميكروباص يعتقدون انهم مظلمون و ان ما يفعلوه من استغلال و مص دم للمواطنين هو حقهم المشروع و انهم بطريقتهم العره التى تنفر منهم الكلب الاجرب هم يدافعون عن حقهم المسلوب من الزمان و الحياه و المتاعب التى يتعرضون لها .

توقفت لحظه و فكرت اكيد بعد الثوره و ذهاب النظام و الثقافه القديمه بلا رجعه لابد ان تتغير كل سلوكيات المواطن المصرى هل مثلا حب الثوره او الوطن او القوميه او حتى الدفاع عن الصالح العام ... و كل المصطلحات اللى مش بتأكل عيش و غالبا صاحبها فى الزمن ده يابنى بيروح مكانين كلنا عارفينهم , يعنى هو الراجل اللى بينصب فى الميزان و بيستغفل الزبون و بيبيعله بسعر اغلى من مصر كلها و بيسرق فى الميزان هل بيفكر فى الصالح العام مثلا , او سائق الميكروباص اللى بينزل الركاب فى نص الطريق علشان ياخد منهم الاجره تانى هل بيفكر القوميه العربيه و وحدة الصف .

يا عم افهم بس هو الراجل اللى مصر يفضل مأنتخ على مكتبه مفيش ورقه بيخلصها و لا حتى بيحلل القرشين اللى بياخدهم اخر الشهر فاهم و حاطط فى نفسه و خاطره حب الوطن و السعى وراء النهوض جزئيا و كليا بالمستوى الخدمى المؤسسى للدوله .. او ان الولد اللى قاعد فى الشارع و بياعكس اللى رايح و اللى جاى مدرك تماما انه لابد ان يحافظ على مكتسبات الثوره مثلا ...

اكيد فى حاجه لازم تغير كل الناس كلهم كلهم كلهم مره واحده و بعض و بطريقه ممنهجه و محكمه , يعنى معنى واحد يسيطر على سواق المايكروباص و البياع و الموظف و الشاب السيس اللى قاعد على النصيه بيصدر اصوات من شأنها جذب انتباه الوظاويظ السائرين المترقعين بالشارع

الشىء الوحيد هو الدين هذا التأثير السحرى على حياة الناس .. و محدش يتفلسف و يقولى الفهم الصحيح للنصوص لان 90% يفهمها اى كفيف و حيبه الناس اللى مش عارفه و مش مذاكره هى اللى دايما بتقول ان الامتححان صعب و لم يغطى اجزاء المنهج بالتساوى .

الشى الوحيد الذى يدفعك ان تفعل الشى الصحيح و ان يكون لك مبدأ و هو نفسه الشىء الوحيد الذى يردعك و يبعدك عن اى سلوك تخالف من خلاله هذا المبدأ بدون ان يمثل اى مخلوق سلطه مباشره عليك , و انت فى ظلمات الليل تعد العده لان تسرق غدا او انك و انت نازل على الريق تقرر انك تغلى الاجره او تزوغ من الشغل اول متفتكر ربنا و مفيش حد شايفك لا مصر و لا العروبه ولا اى بسله ساعتها بس هتقوله يا رب انا هاعمل الصح علشان بحبك و طمعان فى كرمك , هو يعنى اشمعنى اول محد عندنا يموت او تحصلنا مصيبه نجرى على المصحف و نختمه تلات اربع مرات , هو احنا ليه منعرفوش فى الامور العاديه و هو اكيد هيعرفنا فى الامور اللى مش عاديه .

هذا التفكير المنطقى لاسباب الاعتدال فى الحياه و السير على منهاج واحد هو ذلك السبب الاقوى و الخفى الذى يمنعك من اى خطأ حتى و لو كنت فى قلب الصحراء , كل هذه الشعارات الجوفاء التى لا زرع فيها و لا ماء لا تصلح لاقامه شجره جميز اسفل شرفتك , لكن السبب الوحيد الذى يجعلك تحب الناس و تعمل الخير و ترميه البحر و كل متشوف جنيه حرام تدعى ربنا انه يكفيك شره و انك تفضل على مبدأك حتى لو كل الناس قررت تمشى فى الشارع على ايديها هو ان فى إله اعظم و اقوى من اى شعار ....... بس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق